كان لي صديقون فليفوس بعالم السياسة مهووس
رأيته قبل فجر البارحة .. ملامحة كالحة .. وعروق الملح علي ملابسه واضحة
وتفوح منه شر رائحة.. وهو يسرع الخطي متلفتاً.. متمتماً حسبي الله ونعم الوكيل.. ناديته بكل القابه المحببة اليه.. فلم يعرني انتباهاً.. فهو يسرع الخطي ككرة حجر هوت من علي .. فاسرعت حتي وضعت يدي علي كتفه الايمن.. فتسمر في مكانه.. وقد فغر فاه و جحظت عيناه.. واخذ منه الخوف مداه.. فقلت له اهديء ايها المتعوس.. فنظر الي كمن نجا لتوه من الغرق.. واخذ يتمتم.. حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل... منور يا اوستاذ.. معلهش الدنيا وحشة قوووي.. فقلت له مطمئناً لا تقلق الدنيا بخير.. خير مالك.. فرد بابتسامة باهته.. عالم معندهاش دم والله يا اوستاذ.. ثم نظر الي مستغرباً و هو يتابع حديثه قائلاً هنتكلم كده عالواقف.. قلت لا طبعاً تعالي نجلس علي في اي مكان هادئ.. فرد بسرعة اي مكان المهم يكون فيه سندوتشات و ميه متلجة.. فاصطحبته الي احدي المقاهي . . وما ان جلسنا حتي بادر بالنداء علي الجرسون وطلب مجموعة من السندوتشات و مجموعة اخري من المثلجات.. ثم قال لا مؤاخذه يا اوستاذ انا صايم لغاية دلوقتي.. فقلت مهتماً خير ماذا حدث.. فتبسم بخبث قائلاً الصبر يا استذة السندوشتات حضرت ولا كلام علي الطعام.. فصمت مرغماً حتي انتهي من التهام السندوتشات كمن كان صائم الدهر.. وقبل ان يبدء في تناول ما لذ وطاب من العصائر.. بادرته قائلاً وبعد الطعام يحلو الكلام.. احكي يا غراب البين قبل مارزعك قلمين.. فتجرع نصف ما كان بين يديه ثم قال.. روزقت بزبون عليوي عاوز يظبط نجارة الشبابيك في الفيلة بتاعتة هنا في المعادي.. فقاطعته متسائلاً اتفهم في اعمال النجارة يا فليفوس.. فاعتدل في جلسته وقال بكل ثقة بعون الله نفهم في كله بس ما فيش ناس تقدر.. ثم استطرد قائلاً ما تقاطعنيش لو سمحت عشان الحكاية عايزة تركيز.. قلت متوسلاً اسف وبعدين.. فتابع حديثه قائلاً المهم روحت بعد العصر وتبقي منها سبوبة ولقمة حلوة... وابتديت فك الضولف ولا مؤاخذة في مكتب الباشا و تظبيطها والذي منه.. و بيني وبينك المكان فخيم و التكييف تليجة خللي جسمي ريح .. فخدت تعسيله ورا الكنبة الكبيرة.. وفجأة فتح باب المكتب ودخل الباشا و هو يقول اتفضل يا خالد بيه اتفضل.. فكتمت انفاسي حتي لا يكتشف اني كنت نايم.. هوه ما فيش زبادي يا استاذ.. فسئلته متعجباً هوه الضيف عاوز زبادي.. فتفلتت من بين شفتي فليفوس ضحكة رقيعة و هو يقول لأ يا اوستااذ الزبادي عشاني.. فقلت وقد تملكني الغيظ احكي احسن لك الفجر قرب ياوش البومة. . فتابع حديثه متمعضاً ماعلينا.. توشكر..
المهم خالد بيه دخل وهو يتشحتف و دموعه تغلبه.. معلش يا باشا ازعجتك.. فرد الباشا قائلاً ما تقولش كده اهدي واحكي فيه ايه.. فاخذ خالد بيه يحكي قائلاً بنتي يا باشا هتضيع مني.. طليقتي هتسافر وتاخدها معاها وتحرمني منها.. فرد الباشا ليه يا ابني هيه فوضي.. اهدي واحكي بالتفصيل عشان ا نلاقي حل.. فتوقفت دموع خالد بيه وقال طليقتي يا باشا مذيعة مشهورة في احدي الفضائيات.. عرفت من واحده صاحبتها ان القناة الغت التعاقد معها و انها قررت تسافر بره مصر بالباسبور الانجليزي وتاخد بنتنا معاها.. واكيد مش عارف اشوف البنت لفترة طويلة.. شوف لي حل ابوس ايدك.. فرد الباشا قائلاً بس كده غالي والطلب رخيص.. ثم ضغط علي زر تحت اصابعه فدخل احد الخدم فقال له ابعتللي فايد وحامد.. وما هي الالحظات حتي دخل الحجرة وحشان ضخمان عرفت فيما بعد ان الاسمر هو حامد و الابيض فايد.. ووقفا زنهاران لاينطقا.. فناول الباشا احدهما ورقة وقال لهما تروحوا العنوان ده للست ليليان... و عاوز الداخلة اياها بتاعت انها لازم تترحل حالاً من البلاد او يتم اعتقالها و ما تسيبوهاش الا عند باب الطياره.. مفهوم.. فردا في نفس واحد مفهوم.. فتابع الباشا حديثه وانا هظبط الدنيا في المطار.. ودلوقتي تنزلوا ورا خالد بيه علي العنوان ده.. وبعد ما يطلع البيت بخمس دقائق تطلعوا.. وتنفذوا اللي قولته بالحرف.. ثم نظر الي خالد بيه وقال تتصل بالهانم وتطلب البنت عشان تفطر معاك النهاردة.. و طبعاً هيه هتوافق عشان سعاتك تفضل مطمن.. وبسرعة خالد بيه طلب طليقته و طلب ياخد البنت النهارده عشان تفطر معاه و.. فين الزبادي يا عمونا قالها فليفوس بصوت صارخ فانتفضت من مكاني مذعوراً و كدت اخنقه .. وهو يستغيث خلاص مش عاوز زبادي مش عاوز زبادي.. حسبي الله ونعم الوكيل.. وفعلاً الست وافقت.. وكاد خالد بيه يرقص من الفرح.. فاخذه الباشا تحت بطاطه و هو يقول اللي قابلنا قالوا ان جالك الطوفان حط ولدك تحت رجليك.. حامد بقي هوه الطوفان.. والدخلة دي عملها مية مرة تقريباً.. وساعتها حاجة من اتنين اما الهانم تستنجد بيك و تجد انه لا زم ترجعلك و نعيد اللي فات و نعيش في تبات.. او تهرب ناجية بروحها وتنسي البنت وتخلع خفيف خفيف.. وفي الحالتين انت الكسبان.. صح.. فرد خالد بيه مهللاً انت معلم.. فاشار الباشا للوحشين فتحركا نحو الباب بلا تردد.. و ورائهم خالد بيه وتركوا باب المكتب مفتوح .. و ووو حسبي الله ونعم الوكيل... حسبي الله ونعم الوكيل.. فقلت وبعدين يا منيل كمل.. فرد فليفوس اكمل ايه يا اوستاذ.. بقولك الباب مفتوح.. فقلت يعني ايه.. فرد بحدة يهني وحشين سود بين النمور والاسود لقيتهم محاصرني والشرر يتطاير من اعينهم وهبشوني هبشة علمت في حتة مش هقدر اقولك عليها.. ارتحت... حسبي الله. ونعم الوكيل
