الاثنين، 27 مايو 2013

سلامة الياس يتساءل .. كيف تكون الحياة ؟

إنه الإيقاع .. ذلك التناغم الحركي المميز .. و التوافق العضلي و العصبي الذى يتمتع به أبطاله و يمتعوننا .. إنها موزيكا الحياة الجميلة حيث البُعد عن التعصب و التحزب و الطائفية .. إطار مكاني منمق يحكمه إطار زمني جامح لا يخلو من الحماسة .. بل يخلو من الفجاجة و الرتابة البليدة و الأنانية الممجوجة .. نظام و حركة دائمين .. كتروس الآلة .. لا يفترقان و لا يتفقان .. بل يتطاردان ..  فالفُراق غبار النسيان .. و الإتفاق قاتل للمتعة و الإمتاع .. و لذا تصبح المطاردة بينهما حتمية الحدوث قطعية النتيجة .. فائز و باحث عن الفوز .. فلا يوجد بين أوتار هذا الإيقاع خاسر سوى الغائب .. فالغائب محروم .. فلا قسمة و لا نصيب .. مطاردة محددة الزمان و المكان يمتزجان داخل تابلوهات سينمائية الرؤيه .. خيالية الرؤى ..  فائز و باحث عن الفوز .. إنه المنطق الأوحد واجب التطبيق .. فهو روح هذه المطاردة و قلبها النابض .. و وقودها الحيوى الذى يشعل نيران الرغبة و الأمل و يؤججها علي الدوام .. فالفائز ما أن يتقلد تاج الفخر و نياشين البطولة ..حتي يبدء في الإعداد لجولة مقبلة ليجيد و يجتهد .. ليحافظ علي بريق إنتصاراته و منصة التتويج .. وتظل رائحة ورود أكاليل الغار تداعب أنفاسه .. و من لم يحالفه الحظ .. لا يبحث عما فقده من غنائم .. بل يبحث عن أخطاؤه التي أفقدته تلك الغنائم .. فتشتعل بداخله نيران الرغبة و الأمل في فوز محقق في الجولة التالية .. تتهيئ روحه للتحليق أعلي منصات التتويج .. و يتنسم عبق الفخر .. و شذى النشوة و الإنتصار ..يتسمع لآهات الإنبهار و همسات المحبة و الإعجاب ..  فائز و باحث عن الفوز .. و ما بينهما جماهير عاشقة لا تكل و لا تمل من المؤازرة و التأييد .. تبهرها هذه المطاردات و نتائجها الملهمة .. جماهير عاشقة للفوز و الغنيمة بغض النظر عن الفائز و حجم غنيمته .. المهم إستمرار هذا السباق و إيقاعه الخلاب .. لضمان المتعة و الإستمتاع .. فائز و باحث عن الفوز .. يتصارعان من أجل أداءٍ مبهر و فوزٍ مُشرف .. و لقطات رائعة يحتضنها ألبوم الذكريات  .. فائز و باحث عن الفوز .. يجسدان إيقاعاً عبقرياً للحياة كما يجب أن تكون .. زرع و حصاد .. محبة و إيثار .. حلول و نتائج ..فائز و باحث عن الفوز .. مرايا عاكسة لمجتمعات تبحث عن البقاء و الإرتقاء .. تتواصل و تتدافع .. تتنافر و تتجاذب ..  فائز و باحث عن الفوز .. و ما بينهما جماهير عاشقة .. تمني النفس كل مرة ببطل جديد

الأحد، 19 مايو 2013

الأمريكان بين كراهيتنا لهم و خوفهم منا .. سلامة الياس


 
تساؤل مُلح يتقافز بين جنبات الكرة الأرضية كلما تعرض بلد من البلاد الغربية بوجه عام و الأراضي الامريكية المقدسة بشكل خاص لعمل إرهابي يحصد أرواح بريئة لا ذنب لها .. فهل صحيح أننا كشعوب مسلمة نكره هذه الشعوب ؟ ..بدايةً أؤمن أن الشعوب أى شعوب علي دين حاكميها .. أى أن الشعوب ككيانات إنسانية علي مر التأريخ تستسلم لهوى حاكميها في تأجيج نيران العداوة أو نثر بذور المحبة .. و لذا من البديهي أن يتحمل هؤلاء الحكام كافة التبعيات و النتائج المترتبة علي هذا الهوى سلباً و إيجاباً .. إلا أن إستسلام هذه الشعوب لهوى أنظمتها الحاكمة من القراصنة و تجار الرقيق  .. و إستساغتها إغتصاب ثروات و مقدرات بلادنا بدعوى نشر الحرية و الديمقراطية .. بل و ارسال فلذات أكبادها للمشاركة في غزو العديد من البلاد  ..  طمعاً في غنائمها و ثرواتها .. يجعلها حتما في مرمي نيران كراهيتنا للظلم و الظالمين .. كراهيتنا ليست للبناء الإنساني لهذه المجتمعات بل للثقافة الإستباحية و الإستعمارية التي يؤمن بها و يتبناها .. كراهيتنا للعدالة المنتقاه التي  يخففون كفتيها و يثقلونها حسبما يترائي لعقولهم المريضة .. كراهيتنا لدموقراطيتهم العرجاء التي يسعون لفرضها فرضاً في بلاد العرب و المسلمين بينما يتغاضون عنها في بلاد تضطهد كل ما هو إسلامي و عربي .. كراهيتنا لمساندتهم الفاجرة لآل صهيون و غضهم الطرف عما يرتكبونه من مذابح تجاه شعب أعزل علي أرض فلسطين الطاهرة .. بل و مدهم بأحدث ما أنتجت آلة الحرب الجهنمية من أسلحة فتاكة .. كراهيتنا لسياسة المصالح الملعونة التي تجعلهم يتغافلون عما يفعله الأتراك في الأكراد منذ عشرات السنين من تنكيل و إستبعاد .. و كذلك تغافلهم عما يرتكبه نظام بورما السفاح من مجازر تجاه المسلمين هناك .. نكرههم في العراق و  سوريا و في أفغانستان و لبنان و في ليبيا و السودان و البحرين .. للأسف لن تجد موطأ قدم في بلد من البلاد الإسلامية إلا و يئن من فجور هذه العقلية المريضة .. و لكن الي أى مدى ممكن أن تصل بنا هذه الكراهية ؟ و  هل من الممكن أن تدفعنا هذه الكراهية لمهاجمه أهل الغرب داخل بلادهم أو في بلادنا ؟ .. لا أعتقد ذلك فديننا الحنيف يحرم ذلك .. فسفرنا لبلادهم علي سبيل الزيارة أو العمل هم بمثابة تعهد منا بالحفاظ علي أمن و أمان البلد الذى نزوره .. أما السماح لهم بزيارة بلادنا للعمل أو السياحة فهو بمثابة عهد منا لهم بضمان الحماية لهم و لأموالهم .. والمؤمن لا ينقض عهداً و لا يخون ..  إذن من يقوم بمثل هذه الأعمال ؟ .. يقوم بها شباب فقد الأمل في عدالة بني الأنسان غرر بهم امراء الجهل و تجار الدين .. و لا أستبعد ضلوع الأجهزة الإستخبارتية في هذه البلاد في التخطيط لمثل هذه الفواجع (حادث بوسطن مثلاً ) كبالونة إختبار لدرجة إستعداد أجهزة الامن لتأمين التجمعات البشرية الضخمة ..  فضلاً عن السعي وراء المزيد من إبتزاز عواطف شعوبها لضمان تأييدها في هجمه تتارية أخرى ..إذن لماذا يخافون منا ؟ .. عقدة الذنب .. نعم عقدة الذنب .. فهذه الشعوب أصبح لديها يقين قاطع بمدى الفظائع و الجرائم التي ترتكبها أنظمتها الحاكمة تجاه العرب و المسلمين .. و لذا فمع أول قرقعة أو خيط دخان يعج المكان بهمهمات و همسات عن التعرض لهجوم إرهابي قام به عربي أو مسلم .. ولما لا .. فقد ثبت يقيناً لديهم أننا كعرب و مسلمين نستحق أولوية الثأر و الإنتقام

السبت، 11 مايو 2013

تفاصيل القبض علي تنظيم إرهابي ينتمي للقاعدة .. الوفد


فيديو.الداخلية تعلن القبض علي تنظيم إرهابي
جانب من المؤتمر
أعلن اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية في مؤتمر صحفي عقد عصر اليوم - السبت - بمقر الوزارة نجاح الداخلية في القبض علي خلية إرهابية كانت تخطط لتنفيذ عليات انتحارية تستهدف بعض المنشآت الحيوية والهامة والأجنبية بالبلاد حيث توفرت معلومات لقطاع الأمن الوطني حول تحرك بعض العناصر التي تعتنق بعض الأفكار الإرهابية لتنفيذ عمليات انتحارية بالبلاد.
وذكر اللواء محمد إبراهيم أسماء الثلاثة المتهمين بالخلية وهم عمرو محمد أبو العلا عقيدة ومحمد عبد الحميد حميدة صالح ومحمد مصطفي إبراهيم بيومي.
وأضاف أن تم التنسيق مع نيابة أمن الدولة العليا التي أمرت بضبط وإحضار العناصر المذكورة وتفتيش محل إقامتهم.
وعثر بحوزتهم علي 10 كيلو من مادة "نترات الأمونيوم" التي تستخدم لصناعة المواد المتفجرة, وجهاز كومبيوتر يحتوي علي ملفات حول  تصنيع المواد المتفجرة والدوائر الالكترونية وتصنيع وطائرة صغيرة, وعدد من البيانات الصادرة عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
كما عثر بشقتهم علي عدد 3 ذاكرة حاسب تحتوي معلومات عن أساليب جمع المعلومات وصناعة الصواريخ والاستخبارات وصناعة الإرهاب والمراقبات السرية.
وكشفت المعلومات حول العناصر التي ضبطها عن تواصلهم مع الكردي داوود الأسدي مسئول تنظيم القاعدة ببعض دول غرب أسيا وتلقي أحدهم تكليف بالتواصل مع  أحد محمد جمال عبده وطارق طه أبو العزم المحبوسين احتياطا علي ذمة قضية "خلية مدينة نصر".

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - فيديو.الداخلية تعلن القبض علي تنظيم إرهابي

الأربعاء، 8 مايو 2013

لماذا يؤيد الأمريكيون حكم الإخوان؟ - حازم الببلاوي .. بوابة الشروق


 بدايةً لا أوافق علي فكرة المقال شكلاً و موضوعاً .. فمصر كانت و ستظل الخطر الأكبر علي آل صهيون حتي النصر الكبير بإذن الله .. و لم و لن يصبح أحد أبناؤها مهما كان إنتماؤه سبباً لحتمية و شرعية الإحتلال  الصهيوني للأراضي المقدسة .. و المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد لا تعني مطلقاً إغفال النظام  الحاكم في مصر لأهم قضاياه علي مر التاريخ  .. و لكن المقال يحمل الكثير و الكثير من النقاط التحليلية الهامة التي يجب التوقف أمامها طويلاً للبحث و الدراسة .. خاصةً و انها رؤية لشخصية بحجم الدكتور حازم الببلاوى .. سلامة الياس
نشر فى : الأربعاء 8 مايو 2013 - 8:00 ص
آخر تحديث : الأربعاء 8 مايو 2013 - 8:00 ص
واشنطن وخلفها تل أبيب تحتاج إلى «بيجين مصرى» يقنع العرب والمسلمين بأن وجود إسرائيل ليس واقعًا فحسب بل شرعيًا أيضـًـا الإخوان وصلوا السلطة ومرسى أصبح رئيسًا بأصوات الناخبين وليس بواشنطن لكن الأخيرة ساندت وصولهم من وراء الكواليس إسرائيل حققت كل ما تتمناه لكنها تحتاج الآن إلى المشروعية وفرض وجودها الشرعى فى النفوس العربية



سوف يكون من الإجحاف القول بأن مجىء الإخوان لحكم مصر قد تم بسبب دعم الأمريكيين لهم. فلا شك أن هناك قوة تصويتية كبيرة قد صوتت لهم فى الانتخابات الأخيرة فضلا عما يتمتعون به من تأييد شعبى كبير بين العديد من فئات المجتمع.

وإذا كانت هناك أقاويل متعددة حول وجود خروقات فى عملية التصويت، فمما لا شك فيه أن نحو نصف الناخبين قد صوتوا للدكتور مرسى فى حين أن الباقى قد صوت للفريق شفيق، وليس من الواضح أن الفارق البسيط بين الحالتين يرجع إلى عمليات تزوير أم لا؟.

ولذلك يمكن القول بدرجة كبيرة من الاطمئنان أن وصول الدكتور مرسى إلى الحكم قد جاء استنادا إلى درجة عالية من التأييد الشعبى، وإن كانت هناك نسبة عالية أخرى من الناخبين كانت ترفض هذا الترشيح. وفى النهاية، فإن الفارق بين الأصوات المؤيدة لمرسى فى الانتخابات وتلك المعارضة له لم يتجاوز 2٪ من مجموع المصوتين. ولذلك، فإن القول بأن مجىء مرسى قد تحقق بسبب دعم الأمريكيين يبدو مبالغا فيه وربما غير صحيح. ولكن الصحيح أيضا، هو أن الأمريكيين قد رضوا بهذه النتيجة، وربما ساندوها بقوة من وراء الكواليس.

والسؤال: لماذا هذا التأييد لحكم مرسى والإخوان المسلمين؟

لا يمكن أن يكون الأمر مجرد احترام حكم الأغلبية ومبادئ الديمقراطية، فالشعب الأمريكى شعب ديمقراطى حقا، وهو يؤيد الحكم الديمقراطى فى مختلف الدول ويرفض الحكم الديكتاتورى، ولكن السياسة الأمريكية لها أيضا مصالح استراتيجية لا يمكن التضحية بها.

ونظرا لأن الإخوان كانوا يتمتعون بشعبية كبيرة على الأقل وقت إجراء الانتخابات، فإن المصالح الاستراتيجية الأمريكية تفضل حكم الإخوان فى هذه الحقبة على سواهم.

وأود التأكيد على عبارة فى «هذه الحقبة»، وذلك طالما أن حكم الإخوان يستند إلى قاعدة شعبية كبيرة تقترب من نصف الناخبين. أما بعد ذلك، وبعد نهاية هذه الحقبة، فالأمر مختلف.

فلماذا يريد الأمريكيون حكم الإخوان فى مصر الآن، وبشرط ان تكون لهم قاعدة شعبية معقولة؟ هذا هو السؤال.

وقد طرحت هذا السؤال على نفسى، بعد ان تأكدت من خلال العديد من المؤشرات ان مقولة دعم الأمريكيين للإخوان لها ما يسندها. فلماذا إذن هذا الدعم الآن؟

للوهلة الأولى يبدو أن المصالح والمبادئ التى تدين بها أمريكا، لا تتفق على وجود حكم دينى إسلامى فى مصر، التى هى أكبر الدول العربية وتتمتع بمكانة متميزة فى العالم الإسلامى. فالحكم الدينى يتعارض كلية مع المبادئ الليبرالية التى تؤمن بها الولايات المتحدة، وبشكل خاص فإن الدين الإسلامى، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، أصبح يمثل بالنسبة لفئة واسعة من الشعب الأمريكى خطرا على الديمقراطية وعلى السلام العالمى. كذلك فرغم ان الإخوان المسلمين اعداء للماركسية والشيوعية، مما سمح للأمريكيين، فى فترة الحرب الباردة، بتأييد الاتجاهات الإسلامية للكفاح ضد الشيوعية، كما حدث فى أفغانستان بعد الغزو السوفييتى، ومشاركة المجاهدين الإسلاميين، ومنهم أنصار واتباع بن لادن، فقد تغيرت الأوضاع وسقط الاتحاد السوفييتى وزالت الشيوعية وخطرها، وتحول الإسلاميون من أنصار بن لادن إلى محاربة أمريكا والغرب.

فأمريكا لا تحتاج إلى الإخوان لمحاربة الشيوعية التى سقطت، ولابد لها من أسباب أخرى تبرر تأييدها لحكم الإخوان فى هذه المرحلة. وأمريكا كما يبدو ليست محايدة، فهى تفضل وجود الإخوان فى حكم مصر فى هذه المرحلة، وهو فى نظرى مجرد تفضيل وليس إصرارا، ولأن وجود الإخوان مؤقتا يخدم أغراضا استراتيجية مؤقتة لأمريكا. فما هى هذه الأغراض الاستراتيجية؟.

هذه المصالح الأمريكية الاستراتيجية لا ترجع إلى أمريكا فى ذاتها، وإنما إلى ربيبتها إسرائيل. والأخيرة فى حاجة إلى أن تحكم مصر أكبر الدول العربية بالإخوان المسلمين الآن؟ ودعم الأمريكيين لحكم الإخوان هو دعم بـ«الوكالة» عن إسرائيل، التى تحتاج اليوم إلى اعتراف شعبى يحقق لها ما فشلت فيه رغم تفوقها العسكرى والسياسى والتكنولوجى والاقتصادى. فقد حققت إسرائيل خلال ما يقرب من سبعين عاما أكثر مما كانت تتمناه. فوجود إسرائيل الاقتصادى والعسكرى والسياسى لم يعد مهددا كما كان منذ نصف قرن. فهى دولة معترف بها من دول العالم، وقد حققت نجاحا اقتصاديا كبيرا، ومعدلات الدخل الفردى الإسرائيلى ارتفعت إلى المعدلات الأوروبية وهى تشارك فى التقدم الصناعى العالمى، وقد تم الاعتراف بها رسميا من معظم الدول العربية، وحتى الدول العربية التى لم تعلن اعترافها الرسمى، فإنها تتعامل معها باعتبارها «واقعا» قائما لا مجال للاعتراض عليه. وهذه النقطة الأخيرة هى ما يقلق إسرائيل. فوجود إسرائيل عند نسبة كبيرة من الشعوب العربية والإسلامية هى «واقع مفروض» ولكنها ليست «شرعية». وهذا هو بالضبط ما تسعى إليه إسرائيل. إسرائيل لا تسعى إلى اعتراف الشعوب المحيطة بوجودها الفعلى، فهذا أمر تعتقد إسرائيل انها قد حققته بالأمر الواقع بقوتها العسكرية ونجاحها الاقتصادى وقبولها السياسى والدولى. ولكن إسرائيل لم تنجح حتى الآن فى فرض وجودها الشرعى فى النفوس. فما تسعى إليه إسرائيل ليس هو القبول بالأمر الواقع، وإنما بالاعتراف بمشروعية هذا الوجود.

لقد قامت خلال نصف القرن المنصرم العديد من الخلافات السياسية بين مصر وحكومات العراق أو تركيا أو إيران أو السعودية، ولكنها كلها كانت خلافات «سياسية» ولم تكن منازعة فى شرعية الوجود. ولم يحدث ان قامت المظاهرات فى ظل هذه الخلافات للمطالبة بإلغاء العراق أو إزالة تركيا أو إيران أو السعودية من الخريطة.

ولم يكن الأمر كذلك مع إسرائيل. فيكفى ان تقوم مظاهرة سياسية ضد نظام الحكم فى اية دولة عربية لكى ترفع شعارات «إلى القدس» و«خيبر خيبر». فإسرائيل فى الوعى الشعبى لدى العديد من أبناء الشعب العربى هى كيان غريب مغروس لا شرعية له. فالمشكلة ليست اختلافا فى السياسات أو التوجهات وإنما هى خلاف على «الوجود». فكيف يمكن إذن تغيير هذا الوضع النفسى الشعبى لدى قطاعات عريضة من الشعوب العربية والإسلامية؟ هذه هى معضلة إسرائيل الآن.

لقد تحاربت مصر مع إسرائيل عدة مرات، وفقدت سيناء فى حرب 1967، وجاء انور السادات ودخل حرب 73 وحقق نصرا عسكريا معقولا أبعد به الاحتلال الإسرائيلى عن قناة السويس، وبدأ المفاوضات لاستعادة باقى سيناء، والتى كان يتمسك بها جزء كبير من الإسرائيليين، أقاموا بها المستعمرات. ولكن السادات لم يتفق مع العناصر المعتدلة من إسرائيل من حزب العمل، وانما احتاج إلى الاتفاق مع أكثر الاطراف تشددا لاستعادة سيناء. فقد كان لابد من « مناحم بيجين» أو من يماثله لإقناع الشعب الإسرائيلى بأن الانسحاب من سيناء هو فى المصلحة العليا لشعب إسرائيل. فلا أحد يزايد على بيجين المتطرف. وعقدت مصر اتفاقية للسلام مع إسرائيل آنذاك وبدأها السادات واستكملها مبارك. واستمرت حالة السلام مع إسرائيل منذ ذلك الوقت. ولكن هل تحقق لإسرئيل «المشروعية» بوجودها لدى الشعب المصرى والشعوب العربية؟.

 «المشروعية» هى فى نهاية الأمر حالة نفسية داخلية، بأن الأمر القائم والواقع المستمر هو أمر سليم وليس مجرد أمر واقع مفروض بالقوة. فقد استمر الحكم الاستعمارى لإنجلترا على الهند لقرون، كما استمر هذا الاستعمار لمصر لسبعين عاما، ولكنه ظل واقعا غير مشروع. وكانت النهاية هى ان اضطر الاستعمار إلى ترك الهند ومصر، وان بعد حين. فماذا تفعل إسرائيل لكى يتحول هذا الواقع إلى مشروعية؟.

لابد من «بيجين» جديد لمصر وللأمة العربية يؤكد لابناء الأمة ان وجود إسرائيل ليس واقعا فحسب بل انه شرعى أيضا. لقد كانت الاتجاهات الإسلامية هى الأشد اصرارا ومقاومة للوجود الإسرائيلى، ورأت فى كل ما تحقق على أرض الواقع من اتفاقات أو معاهدات هو إخلال بالواجب الشرعى للمسلم. ولذلك فإن مشروعية إسرائيل تتطلب أيضا قبول هذه الاتجاهات الإسلامية لوجود إسرائيل ومشروعيتها.

جاء الدكتور مرسى إلى كرسى الرئاسة بأصوات الأغلبية من الناخبين المصريين، وأعلن التزامه بجميع المعاهدات، وان السلام مع إسرائيل ليس محل مناقشة. واستمرت العلاقات بين البلدين تسير فى طريقها المعتاد، ولم تقم أزمة واحدة مع إسرائيل، وعندما قتل أحد الجنود المصريين على الحدود قبل اعتذارهم، وتم تفهم الظروف التى أدت إلى ذلك. وأرسل رئيس الدولة وفقا للاعراف الدبلوماسية رسالة إلى «صديقه العزيز» شمعون بيريز، وقامت مصر بالوساطة بين حماس وإسرائيل، وتعهدت حماس لأول مرة بعدم اطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل. ورغم ان الرئيس فى مواقفه السابقة كان يرى فى اليهود، «ابناء القرة والخنازير»، فإنه يتعامل معهم الآن وفقا للاعراف الدولية واتفاقية السلام باعتبارهم دولة مجاورة.

 فهل يستطيع أحد ان يزايد على رئيس مصر الآن فى مشروعية إسرائيل؟.

واحد قادة الاخوان طالب قبل شهور بعودة اليهود المصريين من اسرائيل الى مصر وتعويضهم.

والآن، وحيث تحاول الولايات المتحدة الوصول إلى اتفاق نهائى لحل المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية مع قبول مبدأ تبادل الأراضى بين الفريقين. فإننا نقترب من الجولة الأخيرة لهذا الصراع الطويل الذى آن له أن ينتهى. وكما ان استعادة سيناء من الاحتلال الإسرائيلى تطلبت التفاهم مع أشد الأطراف تشددا فى إسرائيل. فإن رغبة إسرائيل فى انهاء حالة القلق والعودة إلى أوضاع دولة عادية لها أصدقاء وأعداء، ولكن أحدا لا يشكك فى مشروعيتها. ومن هنا الحاجة إلى حكم الإخوان فى هذه المرحلة. مرحلة المحلل الشرعى.. وأرجو أن أكون مخطئا.. والله أعلم.
لماذا يؤيد الأمريكيون حكم الإخوان؟ - حازم الببلاوي - بوابة الشروق
السلطانية: لماذا يؤيد الأمريكيون حكم الإخوان؟ - حازم الببلاوي...:  بدايةً لا أوافق علي فكرة المقال شكلاً و موضوعاً .. فمصر كانت و ستظل الخطر الأكبر علي آل صهيون حتي النصر الكبير بإذن الله .. و لم و لن يصب...

السبت، 4 مايو 2013

مبارك يا ريس مبارك .. سلامة الياس

كل سنة و انت طيب ياريس 
كل سنة و انت بخير و سعادة 
متعك الله بالصحة والعافية و عافاك مما ابتلاك به 
كل عام وانت مبارك يا ريس مبارك 
كنت بطلي و ستظل

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...