عادةً ما تلجأ الأنظمة السياسية إلي تغيير جلدها في إطار جدول زمني محدد .. لا يخضع لمتغيرات أو مستجدات خارجية أو داخلية .. بقدر إرتباطه بمتطلبات النظام و حاجاته للتوسع و التطور أو التطهر .. بمعني أن هذا التغيير يخضع لألية تضخم علاقات النظام و تشعبها و حاجته لتطوير شبكة مصالحة .. أو حاجته للتطهر من خطايا سقط بها بعض المنتمين إليه.. أو التخلص من علاقات لاجدوى من إستمرارها .. و هنا تصبح عملية تغيير الجلد السياسي للنظام عملية حتمية .. و تختلف آلية تكرار عملية الإنسلاخ من نظام لآخر .. حسب حجم علاقات هذا النظام و مصالحة المشتركة مع جميع من حوله .. و لذا تلجأ الأنظمة الصغيرة البدائية إلي عمليات إنسلاخ متكررة في فترات زمنية متقاربة كلما أغوتها فرصة للترقي و التضخم .. و لذا نجدها تحيا دوما في بؤرة صراع مجتمعي من أجل مغانم السلطة و السلطان .. مما يجعلها فريسة سهلة للإختراق و التفتت و من ثما التحول إلي أنظمة هشة تابعة .. أما الأنظمة الكبرى فلها شأن أخر لتتلافي مثل هذه السلبيات الخبيثة .. ولذلك نجدها تلجأ لعملية التغيير و الإنسلاخ بشكل مدروس و مقنن و علي فترات زمنية متباعدة .. أهم ما يميزها الإختيار الدقيق للمكان و الزمان اللذان سيشهدان عملية الإنسلاخ و التخلص من الجلد القديم ..فعملية الإنسلاخ تحتاج إلي مكان ذو مواصفات خاصة يتم أعداده بمواصفات خاصة جداً .. و قد يحتاج هذا الإعداد إلي سنوات من التقييم والإنتقاء .. لضمان التخلص من الجلد القديم بأقل قدر من الخسائر .. فالمكان يجب أن يكون مزوداً بمناطق شائكة و أخرى ضيقة و ثالثة ناعمة .. بحيث يتم التخلص من الجلد القديم دون المساس بالجلد الجديد .. و هنا يبرز تساؤل مهم إذا كان الأمر بهذه البساطة فلما يحتاج لسنوات من التقييم والإنتقاء؟ .. و الإجابة ببساطة قد لا يتوفر للنظام مثل هذه الأماكن بهذه المواصفات .. و لذا يلجأ النظام لإنتقاء شرائح معينة من معارضيه لتصبح العوامل المساعدة لهذا الإنسلاخ .. و إن لم يجد ينتقي شخصيات بعينها لإستعدائها تمهيداً لإستغلالها .. كلٌ علي حسب إمكانياته و مواهبه .. كما تستخدم هذه الشرائح لإظهار الأعداء الحقيقيين فيتم السيطرة عليهم قبل ساعة الصفر .. الزمان .. لحظة البدابة .. أخطر لحظات هذا الإنسلاخ .. فعادةً ما يبدء الإنسلاخ من ناحية الرأس .. الأمر الذى قد يصيب العين بالعمي والأذن بالصمم وكلاهما لحظي و لكنه خطير جداااً .. ولذا يتم إستبدالهما بأسلحة دفاعية .. تحميه من خوف التعرض لأى هجوم أو إختراق خارجي أو أى ظروف خارقة .. وسائل دفاعية تحميه و تحمي من حوله .. فقد تكون دفاعية من وجهة نظره و فتاكة بالنسبة للجميع .. و ما أن تمر عملية الإنسلاخ من حول منطقة الرأس بخير ..حتي يبدء النظام في الإسترخاء و التحرك بهدوء .. حركة تسمح له بإتمام عملية الإنسلاخ دون لفت أنظار .. ومن ثما الإنسحاب سريعاً من المكان و إعتلاء منصته التوجيهيه من جديد .. فيسيطر علي الحياة داخل الكهف السياسي من جديد .. بنفس القواعدو الشروط .. بنفس القواعد و الشروط .. و لكن مع قليل من الإبهار و الإثارة .. نصيحة : لا تقترب من الإفعي وهي تتخلص من جلدها و .لو كنت ثعباناً .. قد تغيير الأفعي جلدها و لكن لا تغير أنيابها .. الأفعي لا تبتلع سمها
الثلاثاء، 1 مايو 2012
جلد الأفعي .. ثورات سابقة التجهيز .. سلامة الياس
عادةً ما تلجأ الأنظمة السياسية إلي تغيير جلدها في إطار جدول زمني محدد .. لا يخضع لمتغيرات أو مستجدات خارجية أو داخلية .. بقدر إرتباطه بمتطلبات النظام و حاجاته للتوسع و التطور أو التطهر .. بمعني أن هذا التغيير يخضع لألية تضخم علاقات النظام و تشعبها و حاجته لتطوير شبكة مصالحة .. أو حاجته للتطهر من خطايا سقط بها بعض المنتمين إليه.. أو التخلص من علاقات لاجدوى من إستمرارها .. و هنا تصبح عملية تغيير الجلد السياسي للنظام عملية حتمية .. و تختلف آلية تكرار عملية الإنسلاخ من نظام لآخر .. حسب حجم علاقات هذا النظام و مصالحة المشتركة مع جميع من حوله .. و لذا تلجأ الأنظمة الصغيرة البدائية إلي عمليات إنسلاخ متكررة في فترات زمنية متقاربة كلما أغوتها فرصة للترقي و التضخم .. و لذا نجدها تحيا دوما في بؤرة صراع مجتمعي من أجل مغانم السلطة و السلطان .. مما يجعلها فريسة سهلة للإختراق و التفتت و من ثما التحول إلي أنظمة هشة تابعة .. أما الأنظمة الكبرى فلها شأن أخر لتتلافي مثل هذه السلبيات الخبيثة .. ولذلك نجدها تلجأ لعملية التغيير و الإنسلاخ بشكل مدروس و مقنن و علي فترات زمنية متباعدة .. أهم ما يميزها الإختيار الدقيق للمكان و الزمان اللذان سيشهدان عملية الإنسلاخ و التخلص من الجلد القديم ..فعملية الإنسلاخ تحتاج إلي مكان ذو مواصفات خاصة يتم أعداده بمواصفات خاصة جداً .. و قد يحتاج هذا الإعداد إلي سنوات من التقييم والإنتقاء .. لضمان التخلص من الجلد القديم بأقل قدر من الخسائر .. فالمكان يجب أن يكون مزوداً بمناطق شائكة و أخرى ضيقة و ثالثة ناعمة .. بحيث يتم التخلص من الجلد القديم دون المساس بالجلد الجديد .. و هنا يبرز تساؤل مهم إذا كان الأمر بهذه البساطة فلما يحتاج لسنوات من التقييم والإنتقاء؟ .. و الإجابة ببساطة قد لا يتوفر للنظام مثل هذه الأماكن بهذه المواصفات .. و لذا يلجأ النظام لإنتقاء شرائح معينة من معارضيه لتصبح العوامل المساعدة لهذا الإنسلاخ .. و إن لم يجد ينتقي شخصيات بعينها لإستعدائها تمهيداً لإستغلالها .. كلٌ علي حسب إمكانياته و مواهبه .. كما تستخدم هذه الشرائح لإظهار الأعداء الحقيقيين فيتم السيطرة عليهم قبل ساعة الصفر .. الزمان .. لحظة البدابة .. أخطر لحظات هذا الإنسلاخ .. فعادةً ما يبدء الإنسلاخ من ناحية الرأس .. الأمر الذى قد يصيب العين بالعمي والأذن بالصمم وكلاهما لحظي و لكنه خطير جداااً .. ولذا يتم إستبدالهما بأسلحة دفاعية .. تحميه من خوف التعرض لأى هجوم أو إختراق خارجي أو أى ظروف خارقة .. وسائل دفاعية تحميه و تحمي من حوله .. فقد تكون دفاعية من وجهة نظره و فتاكة بالنسبة للجميع .. و ما أن تمر عملية الإنسلاخ من حول منطقة الرأس بخير ..حتي يبدء النظام في الإسترخاء و التحرك بهدوء .. حركة تسمح له بإتمام عملية الإنسلاخ دون لفت أنظار .. ومن ثما الإنسحاب سريعاً من المكان و إعتلاء منصته التوجيهيه من جديد .. فيسيطر علي الحياة داخل الكهف السياسي من جديد .. بنفس القواعدو الشروط .. بنفس القواعد و الشروط .. و لكن مع قليل من الإبهار و الإثارة .. نصيحة : لا تقترب من الإفعي وهي تتخلص من جلدها و .لو كنت ثعباناً .. قد تغيير الأفعي جلدها و لكن لا تغير أنيابها .. الأفعي لا تبتلع سمها
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
أقرأ
الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس
اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات فدعهم للرحمن الرحيم ...
-
لي أخٌ مجند .. أسمه محمد قام في الصباح .. يحمل السلاح قال أني ذاهب .. يا أخي أحارب أٌمُنا تنادى .. مصرنا تنادى أعبروا السدود.. حطموا ...
-
يظل خيال المأتة شاهداً وسط الحقول تحركه الرياح والأهواء .. و يهابه ضعاف العقول و الهائمين ..أما العقلاء و النابغة فيعلمون أنه مجرد دُمي...
-
صدقني ليست دعوة للتسامح الديني المزركشة بقوالب الود المعتادة .. بل دعوة للعقلانية و منطقة الامور .. القدس هذه الارض الطاهرة التي جعلها ا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق