السبت، 12 مايو 2012

الإدرينالين السياسي .. ثورات سابقة التجهيز .. سلامة الياس


إفعل ما تخاف .. من أكثر قواعد منهجية صناعة الأزمات و نوبات التغيير الثورية تعقيداً بوجه عام ..فهي قاعدة يتم تفعيلها لحث فئات معينة علي الإحتشاد و التنفيس عن غضباتهم المتباينة في محيط واحد محدد جغرافياً و توقيت خاص زمنياً .. فئات تعاني من إدمان الإدرينالين نتيجة لتعرضها لموجات متتالية  من هواجس الإرتياب و إرهاصات الشك و اليقين و شعور حتمي بالإضهاد السلطوى و المجتمعي .. و غالباً ما تكون أبرز هذه الفئات من أتباع أقصي اليمين و أقصي اليسار لأنهم أكثر شرائح المجتمع تعرضاً لموجات إنفعالية  متتالية لفترات طويلة .. نتيجة لصراعها المتواصل مع الأنظمة الحاكمة .. فضلاً عن إستغلال مخاوف و حماس و عنفوان فئات أخرى أقل إحتكاكاً بالسلطة كعوامل مساعدة محايدة تتحكم من خلالها في الإيقاع الإنفعالي للحدث و الحديث .. و غالباً ما تنتمي 90 في المئة من هذه الفئات إلي بدايات مرحلة المراهقة و نهاية التعليم الجامعي ممن لا خبرة لهم بالعمل السياسي .. بحيث يتم إستغلال شغفهم و إنبهارهم بكل خارق و عجيب كوقود محسن لإشعال الإحداث .. و علي الرغم من عدم توحد هذه الفئات جميعاً في مسببات هذا النوع من الإدمان .. إلا أن توحدها في التجاوب و التواصل شرط أساسي  ..  مما يسهل توجيهها للهدف المنشود ..  فعلمياً يعمل الأدرينالين على  إستنفارالجسد لحالات الكر والفر . .  و إعلان حالة الاستعداد القصوى لمجابهة التحدي .. و التحدى هنا يمثل موجات متتالية من الخوف الشديد و المفاجئ داخل حيز ضيق من حيث الزمان و المساحة .. مما يحفز ديناميكية رد الفعل الإستباقي  .. وتهيئة الجسم لإكتساب قوة رهيبة .. و إقناعه بحقيقة هذا التعملق بسحب القوة الباطشة التي كانت تمثل أكبر تحدى يواجهه .. و إستبدالها بقوة أخرى أكثر تماسكاً و قدرة علي الردع بأقل خسائر ممكنة .. و إعداده بيولوجيا لمجابهة  الإرهاق النفسي و العضلي بأشكاله المختلفة .. ليظل متيقظاً متحفزاً لأطول فترة ممكنة .. للحفاظ علي المكاسب الوهمية التي تلقي  تباعاً .. و لامانع من تعريضهم لنوبات إنفعالية .. لأجبارهم علي التشبث بمحيطهم المكاني .. و حتي لا تنتقل جذوة حماستهم لأماكن أخرى يصعب السيطرة عليها أو توجيهها .. كما تمنعهم من تسليم الدفة لقائد واحد من هؤلاء المغامرين و المتحولين و ما أكثرهم .. فالإنتماء يصبح للميدان و لا شيء غيره .. فهو الدرع و السيف للجميع ..  و بالتوازى يتم تفعيل قاعدة حافظ علي ما تخاف .. و هي قاعدة هامة جدااً تخص  الطبقي المتوسطة و التي تعد أكبر قطاعات المجتمع المراد السيطرة عليها .. حتي لا تنفرط عقدتها زاحفة نحو الدعم أو المقاومة ووقتها تقع الفاجعة .. و يتم ذلك من خلال تعريض هذا القطاع لموجات إعلامية إفزاعية يتزامن معها موجات مقننة من الفوضي .. تجبر هذا القطاع علي تقمص دور القوة الباطشة التي تم تفتيتها  .. والتخندق حول مكتسباتة المادية و المجتمعية لحمايتها و الدفاع عنها ضد كل عابث مهما كان .. مما يسمح للقوة البديلة بالسيطرة علي المحاور الهامة بأقل تعداد رقمي من حيث العتاد و الأفراد .. مطمئنة لتواجد قوة رهيبة تحكم قبضتها علي المحاور الفرعية .. مما يحقق إستقراراً نفسياً لدى المجتمع كله في أقل وقت مطلوب .. يبدء بعدها الجميع في الإنسحاب تدريجياً كلما زادت ثقة الطبقة المتوسطة في القوة البديلة و إطمئنانها علي ثرواتها التي جاهدت من أجل نيلها .. ليبدء الشارع و الميدان في حصد المكاسب سياسية المفترض نضجها بعد التغير الذى من المفترض أنه حدث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...