الأحد، 19 مايو 2013

الأمريكان بين كراهيتنا لهم و خوفهم منا .. سلامة الياس


 
تساؤل مُلح يتقافز بين جنبات الكرة الأرضية كلما تعرض بلد من البلاد الغربية بوجه عام و الأراضي الامريكية المقدسة بشكل خاص لعمل إرهابي يحصد أرواح بريئة لا ذنب لها .. فهل صحيح أننا كشعوب مسلمة نكره هذه الشعوب ؟ ..بدايةً أؤمن أن الشعوب أى شعوب علي دين حاكميها .. أى أن الشعوب ككيانات إنسانية علي مر التأريخ تستسلم لهوى حاكميها في تأجيج نيران العداوة أو نثر بذور المحبة .. و لذا من البديهي أن يتحمل هؤلاء الحكام كافة التبعيات و النتائج المترتبة علي هذا الهوى سلباً و إيجاباً .. إلا أن إستسلام هذه الشعوب لهوى أنظمتها الحاكمة من القراصنة و تجار الرقيق  .. و إستساغتها إغتصاب ثروات و مقدرات بلادنا بدعوى نشر الحرية و الديمقراطية .. بل و ارسال فلذات أكبادها للمشاركة في غزو العديد من البلاد  ..  طمعاً في غنائمها و ثرواتها .. يجعلها حتما في مرمي نيران كراهيتنا للظلم و الظالمين .. كراهيتنا ليست للبناء الإنساني لهذه المجتمعات بل للثقافة الإستباحية و الإستعمارية التي يؤمن بها و يتبناها .. كراهيتنا للعدالة المنتقاه التي  يخففون كفتيها و يثقلونها حسبما يترائي لعقولهم المريضة .. كراهيتنا لدموقراطيتهم العرجاء التي يسعون لفرضها فرضاً في بلاد العرب و المسلمين بينما يتغاضون عنها في بلاد تضطهد كل ما هو إسلامي و عربي .. كراهيتنا لمساندتهم الفاجرة لآل صهيون و غضهم الطرف عما يرتكبونه من مذابح تجاه شعب أعزل علي أرض فلسطين الطاهرة .. بل و مدهم بأحدث ما أنتجت آلة الحرب الجهنمية من أسلحة فتاكة .. كراهيتنا لسياسة المصالح الملعونة التي تجعلهم يتغافلون عما يفعله الأتراك في الأكراد منذ عشرات السنين من تنكيل و إستبعاد .. و كذلك تغافلهم عما يرتكبه نظام بورما السفاح من مجازر تجاه المسلمين هناك .. نكرههم في العراق و  سوريا و في أفغانستان و لبنان و في ليبيا و السودان و البحرين .. للأسف لن تجد موطأ قدم في بلد من البلاد الإسلامية إلا و يئن من فجور هذه العقلية المريضة .. و لكن الي أى مدى ممكن أن تصل بنا هذه الكراهية ؟ و  هل من الممكن أن تدفعنا هذه الكراهية لمهاجمه أهل الغرب داخل بلادهم أو في بلادنا ؟ .. لا أعتقد ذلك فديننا الحنيف يحرم ذلك .. فسفرنا لبلادهم علي سبيل الزيارة أو العمل هم بمثابة تعهد منا بالحفاظ علي أمن و أمان البلد الذى نزوره .. أما السماح لهم بزيارة بلادنا للعمل أو السياحة فهو بمثابة عهد منا لهم بضمان الحماية لهم و لأموالهم .. والمؤمن لا ينقض عهداً و لا يخون ..  إذن من يقوم بمثل هذه الأعمال ؟ .. يقوم بها شباب فقد الأمل في عدالة بني الأنسان غرر بهم امراء الجهل و تجار الدين .. و لا أستبعد ضلوع الأجهزة الإستخبارتية في هذه البلاد في التخطيط لمثل هذه الفواجع (حادث بوسطن مثلاً ) كبالونة إختبار لدرجة إستعداد أجهزة الامن لتأمين التجمعات البشرية الضخمة ..  فضلاً عن السعي وراء المزيد من إبتزاز عواطف شعوبها لضمان تأييدها في هجمه تتارية أخرى ..إذن لماذا يخافون منا ؟ .. عقدة الذنب .. نعم عقدة الذنب .. فهذه الشعوب أصبح لديها يقين قاطع بمدى الفظائع و الجرائم التي ترتكبها أنظمتها الحاكمة تجاه العرب و المسلمين .. و لذا فمع أول قرقعة أو خيط دخان يعج المكان بهمهمات و همسات عن التعرض لهجوم إرهابي قام به عربي أو مسلم .. ولما لا .. فقد ثبت يقيناً لديهم أننا كعرب و مسلمين نستحق أولوية الثأر و الإنتقام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...