أيها الناس أسعد الله التماس .. نزولاً علي رغبة عشاق و محبي عروض السيرك السياسي يسعدنا أن نقدم لكم الفقرة التي طال إنتظارها ..
وكمان بلياتشو تعالوا شوفوا ناتشوا .. و شوفوا هيعمل إيه قولوا هيهيه هيهيهيه .. من الفقرات الجماهيرية المحببة نظراً لخفة الظل التي يتمتع بها أبطالها .. و سلاسة الألعاب المقدمة و إبتعادها عن الغموض و التعقيد المصاحب لمعظم فقرات السيرك .. و برغم من ذلك فأن إدارة السيرك تتعمد دوماً تقليص البرنامج الزمني لها أو إلغائها إن أمكن .. لما تمثله من خطورة علي السيرك و جمهوره العزيز( .. فهي أحدى الفقرات القليلة التي يسمح فيها لأبطال العرض بالإرتجال و الخروج عن النص و المألوف بل و المأثور .. لإنتزاع الضحكات من بين شفاه الحاضرين .. و هنا مكمن الخطورة فالأمر متروك لبشر أدمنوا الضحك و الإضحاك حتي تغيرت لديهم إحداثيات التذوق الإنساني للبسمة و الإبتسام .. تجعلهم أسرى لحالات مرضية متنافرة الأهداف و النتائج .. إلا أنها تنتهي في الغالب الأعم بمنتج نهائي واحد طبقاً للمواصفات المطلوبة .. و اولي هذه الحالات المرضية .. الضمور .. أى ضمور مراكز الإحساس بالرغبة في الضحك و الزهد في الإبتسام .. و هي حالة تتسم بفقدان المهرج للثقة في قدرته علي إنتزاع ضحكات مشاهديه فيبدء بمعاقبة نفسه و معاقبة أبطال العرض من مهرجين آخرين علي فشلهم الذريع .. و عادةً ما يشهد هذا العقاب الجمعي تبادلاً للسباب و اللكمات بشكل عفوى و هزلي كمحاولة آخيرة لإضحاك المشاهدين .. إستغلالاً لمبدء فطرى ألا و هو شر البلية ما يضحك .. و بالفعل يتفاعل الحمهور مع هذا العراك و ترتفع أصوات ضحكاته كلما إزداد إيقاع الحركة بين هارب و مطارد .. و كلما تنوع إستخدام الأدوات الطبيعية المتاحة كأسلحة للعقاب .. أما الحالة الثانية الحتمية لهذا التغيير .. الإنتشاء .. أى زيادة القدرة الإستيعابية للمراكز المحفزة للضحك .. و بالتالي قدرتها علي الضغط غير المباشر علي مثيرات الضحك عند جمهاهيرها المتراصة داخل قاعة العرض .. و نقل حالة من حالات العدوى الضاحكة عن طريق بعض العناصر المختلطة بالحضور أو إستغلال تقنية صوتية أو كميائية كعوامل محفزة بادئة لحالة من البهجة و السرور لدى المشاهد .. يستتبعها نوبات متتالية من الضحك التلقائي قد يتحول إلي هيستريا جماعية .. يستغل المهرج خلالها جميع الأدوات المتاحة .. المشروعة وغير المشروعة .. المهم أن تضمن له إستمرارية حالة البهجة و الإنتشاء التي أصابت الجميع .. حتي لو إضطر للسخرية من المقدس و المأثور أو إستخدام ألفاظ عنصرية أو حتي اللجوء لإيحاءات فاضحة يعاقب عليها العرف و القانون .. يبدء العرض بخلفية موسيقية صاخبة مختلطة بأضواء مختلفة الألوان و الدرجات .. يظهر من خلالها مجموعة من المهرجين ذوى الملابس الملونة زاهية تبث البهجة في عيون المشاهدة بغض النظر عن تناسقها الإبداعي .. تناسب الإطار العبثي المتعمد للتكتيك الحركي لأبطال العرض .. ووجوه تختفي وراء أقنعة مزيفة ضاحكة .. كمقدمة نفسية لقدرتهم علي بث روح البهجة و السرور لدي الحضور .. و ينتهي العرض بين ضحكات مودعة و تلويحات ممتنة .. تصاحبها مشاعر متباينة تتلاقي بين المقاعد و الطرقات .. بين شعور بالبهجة و الإستخفاف .. و شعور آخر بروح الدعابة قد يصل في كثير من الأحيان إلي تبادل الهلاوس و الخزعبلات .. أما الحالمون فقد خلصتهم هذه النوبات الضاحكة من مشاعر الخوف و الهلع و لو بشكل مؤقت .. تدفعهم للتعاطف مع الغير بشكل إنساني يميل للإيثار و الرغبة في تقديم يد المساعدة .. الأمر الذى ينعكس علي نظرتهم لكل ما هو محسوس و بداية لمرحلة حقيقية من مراحل تقييم الذات و البحث عن دور حقيقي داخل المجتمع المحيط بهم .. و علي الرغم من ذلك فهم وحدهم يؤمنون بإعجاز هؤلاء اللاعبين و قدراتهم الخارقة .. بل و مستعدون للنيل ممن يتعمد أو يحاول التشكيك فيهم أو الإنتقاص منهم .. فهم يعشقون كل غامض و مخيف و خارق يهربون به من مرارة واقعهم الأليم ..ويظل الحالمون….خارج السيطرة ..لا يتم توجيهم بطرق مباشرة .. بل يتم استغلال شغفهم و انبهارهم ….كوقود للتحرك و البداية
انها الاحترافية ….انهم هناك خلف الكواليس…كخلايا النمل
حركة ونظام دائميين
تحذيرات هامة : كانت جدتي ( رحمها الله ) عندما تضحك تنهي ضحكتها بقولها اللهم إجعله خير فكثرة الضحك تميت القلب
فرويد (Freud): "الضحك ظاهرة، وظيفتها إطلاق الطاقة النفسية التي تم تعبئتها بشكل خاطئ أو بتوقعات كاذبة". الفيلسوف جون موريال (John Morreall): "الضحك الإنساني له أصوله البيولوجية كنوع من أنواع التعبير عند المرور بخطر ما". بيتر مارتينسون(Peter Marteinson) : "الضحك هو الاستجابة للإدراك الذي يقر بأن الكينونة الاجتماعية ليست شيئاً حقيقياً".