للمرة الثانية علي التوالي تابعت الخطاب الثاني للسيد مرسي أمام المهتمين بالشأن النسائي في مصر المحروسة ... وذلك خلال بدء فاعليات مبادرة الرئاسة لحقوق و حريات المرأة المصرية ( للتذكرة فقط الخطاب الاول كان يوم الجمعة أمام قادة الجيش المصرى ) .. و في الحقيقة لم يدفعني الي متابعة هذا الخطاب سوى سوء ظن إنتابني بعد خطاب الإستقواء بالجيش أمس .. و الحمد لله لم يخيب السيد مرسي سوء ظني بل تبرع بما هو أسوء .. فقد ظننت أن السيد مرسي بعد إستئناسه بلقاء قادة الجيش الإعزاء سينتهز الفرصة و يطرق علي الحديد و هو ساخن و يوجه حديثاً تملؤه الشماته في منافسيه و معارضيه .. ثم ينتهز الفرصة ليخيرهم بين المهادنة أو المداهنة .. و قد كان ذلك في بداية هذا الحديث .. إلا أنني و لأول مرة أُفاجأ بما هو أسوء من سوء ظني ( ربنا يكفيكوا شرى وش نكد ) .. فخرج عن سياق المناسبة التي يحضرها و أرتجل حديثاً درامياً لا يخلو من الحماسة في كثيراً من الأحيان وإن خلا من اللباقة بشكلٍ عام فلا يليق بالرجل الجنتلمان أن يتلفظ بما تلفظ به السيد الرئيس أمام هذه الجمهرة من القوارير من و عيد و تهديد .. فقد توعد السيد الرئيس الجميع معارضة و موالاه بقبضة حديدية لمن تسول له نفسه تخطي الخطوط الحمراء متعمداً أو الخطوط الخضراء تهوراً .. كما هدد السيد الرئيس بإتخاذ إجراءات إستثنائية ملمحاً بنيته علي فرض حالة الطوارىء في عموم البلاد كما فعل مع مدن القناة منذ عهدٍ قريب .. بل أخذته الحماسة فتوعد بالقطع و البتر و السحل و الحبس كل من سيسعي لتعكير مزاج سعاته و النيل من مؤسسة الرئاسة في شخصه ..أرتجال لا محل له من الأعراب السياسي بدا خلاله السيد مرسي كمن يحادث نفسه أمام المرايا .. مدعياً القوة و يمنعه حُلمه .. فقد بدء كلامه معاتباً لكيانات سياسيه بما فيها أبناء جماعته المروجين لنفوذ المرشد و شركاه داخل مؤسسات الدولة و الحكم .. ثم توهم مزيداً من القوة نتيجه للتصفيق الآحادى الجانب الذى أللجم الجميع فأخذ يهون و يقلل من قدر معارضيه و معانديه و خاذليه حتي وصفهم بأصابع سيتم قطعها .. و مع تكرار التصفيق زاد إحساس السيد الرئيس بمزيد من القوة و النفوذ و أخذ يحدد ناقديه بذكر مناسبات و أقاويل إلا أنه لم يجرؤ علي ذكر أسماء بعينها.. أعتقد أنه حرص علي ذلك حتي لا يزج بمؤسسة الرئاسة في قضايا شخصية و تصفيات حزبية .. و مع إزدياد إحساس السيد الرئيس بقوة نفوذه ظننت أنه سيلاعب عضلاته أمام الشاشات ( ده إحنا جدعان أووى ) .. إلا إنني لم أفهم ما ألمح اليه السيد الرئيس من أحداث يوم الجمعة .. و أخذت أتساءل ماذا يقصد السيد الرئيس بيوم الجمعة و أي جمعة ؟ .. هل كان يقصد جمعة حصار المحكمة الدستورية أم جمعة محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي أم جمعة ضرب الداخلية أم جمعة غلق مجمع التحرير أم الجمعة اليتيمة ؟ .. وللسيد مرسي نقول إتق الله .. فإحترام القانون لا يكون ساعة و ساعة بل إحترام القانون يجب أن يكون علي مدار الساعة .. نهاية القول نعلم أن السيد مرسي هو رئيس الجمهورية شئنا أم أبينا .. و يعلم الله أنني شخصياً أتمني أن يصدُق فيما وعد .. فوعد الحر دينٌ عليه.. ووعد العبد قيد في يديه .. فالحر يقضي دينه و إن باع حِلسه .. و العبد و إن وفي يظل القيد في عنقه .. و أكررها للرئيس مرسي مرة أخرى لا تغتر بمن استسرع إلى بيعتك كطير الدباء، وتهافَت علي مجلسك تَهَافُت الفراش .. فاعلم أنهم ناقضوها سفهاً و طمعاً .. و أعلم أنني كنت و ما زلت أعتقد أنك لا تصلح رئيساً لمصر و لكنها إرادة الله .. و حتي ذلك الحين الذى يظهر فيه الله صحه ما أرى أو فساده .. فلك مني السمع و الطاعة و النصيحة بما لا يخالف شرع الله ... ثم بما لا يضر صالح البلاد و العباد .. و أتمني من الله إن يجنبك شر نفسك و شر بطانة السوء .. و أن يوفقك لما فيه الخير و الصلاح .. وحسبنا الله ونعم الوكيل
ملاحظة هامة / الساعة البلاتينية كانت هتاكل من دراع الريس حته ( أيوه كده يا شيخ أحسن من الساعة التعبانة التي كنت حريص عليها ) عيش يا ريس و سيبنا نعيش