الاثنين، 11 مارس 2013

دولة المخبرين .. سلامة الياس





سيد ليفه هو أحد النماذج البشرية من الشريحة المستهدفة بعملية غسيل المخ السياسي .. رأيته و علي غير المعتاد يمشي متبختراً و قد إرتدى أجمل ما لديه من ملابس ( عصر الشارلستون ) .. و ما أن رأني حتي بادرني بالتحية و السلام ثم بدء في الكلام .. فينك يا أوستاس حارمنا من أونسك ليه ؟ .. فرددت التحية و قلت له تحت النظر يا أبو السيد .. أنت إستحميت ؟؟!! .. فنظر لي ممتعضاً قبل أن يقول عيب عليك يا أوستاس أنا راجل صاحب مبدأ .. فتبسمت من ردة فعله العفوية و قلت له : ما تزعلش يا هندزة .. بس قوللي سبب الأيافة و الألاجة دى كلها .. فتهللت أسارير وجهه فرحاً و هو يتحسس ما يلبس زهواً و عجبا .. و تمتم قائلاً و من شر حاسد إذا حسد .. ثم علا صوته متابعاً التبطية الكدائية يا أوستاس أنت ما سمعتش عنها ؟؟ .. فقلت طبعاً سمعت يا سيد .. بس أنت مالك و مال الحاجات دى ؟ .. فنظر لي مبهوتاً و قال مالي إزاى يا أوستاس .. الكانون بيديني حق التبطية الكدائية زى الدوكتور النايب العام ما قال .. فتمتمت قائلاً الله يخرب بيوتكم سيد ليفه هيه حصلت .. ثم قلت له ربنا يوفقك يا أبو السيد .. بس الحكاية محتاجة شخص متعلم ليقرأ و يفهم نصوص القانون حتي لا يقع تحت طائلة القانون الذى يمثله .. فنظر لي غاضباً و قد عقد حاجبيه عناداً .. و قال لا  يا أوستاس  أنا مش جاهل و لامؤاخذة .. أنا خدت الإعدادية تلت مرات متتاليه .. فتفلتت مني صرخة إحتجاجية و قلت له مستنكراً : إعدادية تلت مرات و متتاليه ؟؟!!!  .. معلهش يا سيد إنت ضارب إيه عالصبح ؟ .. فرد قائلاً لأ و حياتك لسه بدرى علي الإيستمورنينج .. و تابع حديثه قائلاً إنت مش فاهمني و لامؤاخذة .. الأعدادية تلت مرات يعني منجحتش أول سنة و تاني سنة لم يحالفني الحذ و حولوا ملفي ميهني و الحمد لله حصلت علي الإعدادية الميهنية  .. فقلت له أأأأه ه ه ه كده فهمت .. ربنا يوفقك يا سيد .. فبادرني قائلاً ممكن أستفسر من سعاتك علي شوية حاجات .. إنت متنور و متثكف و لا خاب من استشار و لامؤاخذة .. فقلت له طبعاً يا أبو السيد إتفضل .. فقال لي بالنوسبة لبتوع الدعارة و لامؤاخذة نتصرف معاهم إزاى ؟ .. فرددت ضاحكاً تسلم الرجاله للحكومة .. فغمغم قائلاً طيب و النسوان و لا مؤاخذة ؟ .. فتعالت ضحكتي أكثر و انا أجيبه قائلاً الكانون هنا واضح و صريح يا سيد نسوان قضايا الدعارة و لا مؤاخذة تقدر تعتبرهم جوارى و محُظيات و المزة و خلافه مجاناً .. فأنتفخت خدوده فرحاً و سروراً و تابع متسائلاً طيب و بالنوسبة لقضايا الأموال العامة .. فقلت له طبعاُ تسلم المجرمين للحكومة .. فبادرني قائلاً طيب و النقدية يا دكترة ؟؟ ..  فرددت عليه متساهلاً و دى عايزة سؤال برضه ؟!! أموالهم غنيمةٌ لنا .. وبكده يا سيد تبقي الشرطة و الحكومة في خدمة الشعب .. فقال مصححاً لأ يا أوستاس ده كان زمااان .. شعارنا هيكون أحلي من الشرف ما فيش .. خليها تنضف  .. فتمتمت قائلاً اليوم خمرُ و نساء و غداً يفعل كلٌ منا ما يشاء .. و توجهت للسيد ليفه متسائلاً و علي كده لازم تكون لك رتبة يا أبو السيد .. فتبسم إبتسامة رضا و أخرج من جيبه كتافات ( شرائط ) كالتي يعلقها رجال الشرطة علي أكتافهم و قال عامل حسابي ما تقلقش و موصي علي مسدس صوت لزوم الشغل و تظبيط الشغل .. دا أنا دوفعتي دلوقتي عقيد ؟؟ .. ثم إنصرف و تركني أبحث عمن يقرصني لعلي أستفيق من هذا الحلم السخيف
ملحوظة : المادة 37 من قانون الإجراءات الجنائية، تنص علي أن "لكل من شاهد الجانى متلبسا بجناية أو جنحة يجوز فيها قانونا الحبس الاحتياطى أن يسلمه لأقرب رجل من رجال السلطة العامة دون احتياج الى أمر بضبطه"، أي أنها تسمح للمواطنين بالمساعدة  والإمساك بالمخربين الذين يهاجمون المنشآت ويعتدون علي الممتلكات ويروعون المواطنين  و تسليمهم لمأموري الضبط القضائي، وهذه المادة موجودة في القانون منذ الخمسينيات. .. و لكن الطرح الإعلامي السخيف للموضوع سيصل بنا إلي دولة من المخبرين من نوعية أبو السيد هذا و ربما أبشع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...