الست أم وحيد الدلالة نادت و قالت : تعالي .. و طمني عالحال و الحالة و صحة الخال و الخالة .. فتبسمت مشيراً بالتحية و قولت يا أهلاً يا أم وحيد .. عذراً فسفرى بعيد و الصحة من نقيض لنقيض .. والرزق عنده شديد .. و الحوجة لا تذر قديم أو جديد .. فردت متوددة : كلنا عالحميد المجيد .. و الهم زنجر عالقلوب زى الحديد .. و الحوجة طالت القريب و البعيد .. المهم أنت تريد و أنا أريد و ربك يفعل ما يريد .. ثم أستطردت قائلة : و بالرغم من كل هذا يا هذا .. فأنا متفائلة بحكومة ببلاوى مصر الوحيد .. عبقرى الإقتصاد الجديد .. صاحب الرأى السديد .. و العقل الرشيد ..ثم باغتتني متسائلة : و إنت ما رأيك ؟
فرددت من فورى .. و قلت : من غير لف و دوران .. أو طبل و نأرزان .. و بغض النظر عن ببلاوك الوحيد و تفاؤلك المهيض .. الإقتصاديون مدمنون للأرقام .. و لا يهمهم مصير بني الإنسان .. المهم أن تزدهر زراعة البنكنوت .. حتي لو تحول البشر لعناكب أو ورق توت .. و تحضرني هنا حكاية لأحد الأحباب .. دخل لرجل إقتصاد من الباب .. لعله يسعفه بنفيس الأسباب .. يغير بها العيش و العيشة الهباب .. و صديقي هذا مات عنه أبوه منذ سنين .. و ترك له شقة فيو رائع علي ميدان أبو عبده بالبساتين .. تمنها يساوى من الألاف تمانين تسعين .. إلا أنه و للأسف عاطل من سنتين .. و مما زاد البلة طين .. أن الشقة ليس لها سلم أمين .. أى و الله .. فالسلم الخشبي القديم قتله الإهمال و التلف .. و يحتاج لإعادة بناؤه مبلغ ينم عن الثراء و الترف .. فسعي صديقي علي أديم الأرض طلباً للمساعدة و السلف .. و كالعادة ضن عليه الجميع للأسف .. فلجأ لهذا الحبير الإقتصادى .. و ليقضي الله ما هو قاضي .. فنصحه خبيرنا الهمام .. بقرض تمام من أحد بنوك الإستثمار الكرام .. يمكنه من إقامة السلم و التمتع بالشقة .. وترحمه من نومة الرصيف الشاقة .. و لم يكذب صديقي الخبر .. و أنتقي من يومه ساعة نحس دكر .. و ذهب الي أحد البنوك يحمل من الأماني عشر .. فأستقبله أحد الوجهاء بالسرور و البشر .. و أغترف له الطحينة من البحر .. ووعده بقرض ميسر .. بدون مذلة و قهر .. يسدده قسط بسيط .. آخر كل شهر .. لا زيادة أو نقصان .. شرط وجود الضامن للجدية و الأمان .. و لم يجد صديقي خير من الشقة ضمان .. فلا وظيفة و لا هيلمان .. و في التو و اللحظة سحب النقدية ورق أحمر من أبومية .. و بدل من سلم خشب .. صرف الورق خرسان و حديد .. و الباقي طار شبرقة و كله جديد في جديد .. و لا قرش منه إدخر .. و لا باب للرزق إفتكر .. يحميه من حكم القدر .. شهرين نعيم يا ناس .. و صاحبنا صار محتاس .. و القرض راح و خلاص .. و الحجز ما منه مناص .. لا شغلة و لا مشغلة .. و كبرت المشكلة .. و الشقة باب و حيطان .. و السلم الخرسان .. للبنك خير ضمان .. وصديقي بلا عنوان .. نفس الرصيف يا زماان .. و ما أن إنتهيت حتي و جدت الست أم وحيد تبعد بعيد و بعيد .. تتناثر من بين شفتيها عبارات سخط ووعيد .. و كشفت عن رأسها و أيديها الإتنين فوق إرحم يارب عبيدك و إهدى كل بليد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق