ببساطة المعارضة دوما تبحث عن نصيبها في غنائم السلطان
وغالبا ما تظل الكتلة التصويتية لأي معارضة أسيرة لمنحني بياني متذبذب لا يكاد يصعد حتي يتهاوي مع أشتعال المواجهات التصويتية .. ولذا لم يسعدنا الحظ برؤية تحالفات حقيقية .. وان وجدت وكتب لها النجاح سرعان ما تتحلل بفعل النيران الصديقة .. وأعتقد أن ما حدث مع محمد مرسي و عصبته لخير دليل علي ذلك .. فبمجرد نجاح تحالفه الهش و شركاؤه من عاصري الليمون .. حتي أدار ظهره للجميع .. وتناست عصبته وعودها (حتي شروط صفقتها مع النظام المسيطر ) و أنطلقت خلف أمانيها ( بعدما صور لهم شيطان الغباء أن التمكين قد كتب لهم ).. ويأس القاصي و الداني منهم .. وهنا سعي اغلب كوادرهذا التحالف لعقد صفقات مضادة مع النظام المسيطر و الاطاحة بهذا المرسي و عصبته المتعنتة .. لتعويض بعض خسائرها التي تكبدتها خلال مناصرتها لهم .. وكان ما كان بقضاء الله وقدره .. وبمجرد سقوط هذا التحالف المريض .. وبدلا من أن تلجأ هذه الكيانات لمشاركة النظام المسيطر في إدارة المرحلة الانتقالية .. عادت علي عقبيها مرة أخري لتفرض نفسها كبديل .. فتركها النظام المسيطر تضعف بعضها البعض .. و تفرغ لتنفيذ ما تبقي من سيناريو إعادة التدوير السياسي و الاداري .. ووضعها أمام إنتخابات رئاسية لا بديل عنها في توقيت لا مفر منه .. و مرشح من أبناء النظام لا بديل عنه .. و بالرغم من عدم إرتياح بعض منظري النظام لترشيح السيسي و قطاع من أبناء النظام ( وانا منهم ) .. بل و عدم ارتياح السيسي نفسه لهذا التكليف .. بل وصل الأمر إلي رفضه القاطع لهذا التكليف حتي الساعات الاخيرة لإعلانه كمرشح النظام المسيطر ( و ليسئل الاعلامي ياسر رزق عن أخر لقاء به مع السيسي و كيف خرج من هذا اللقاء مكسور الخاطر.. بعدما رفض السيسي وجهة نظره في ضرورة قبول هذا التكليف .. بل و ترشيح السيسي لشخصية عسكرية أخري لرئاسة البلاد في هذا التوقيت بالذات .. و لولا أن قيد الله بعض الرجال المخلصين فأستطاعوا إقناع السيسي بالموافقة .. لكان لنا الان كلام اخر ) .. وهنا وجدت هذه الكيانات نفسها أمام إستحقاق سياسي لا غني عنه .. و أنتظر منها الجميع الاصطفاف و توحيد الصف لخوض هذه المعركة الفاصلة .. ولو علي سبيل إثبات الوجود و إنصاف الذات .. و إجبار النظام المسيطر علي قبولها كشريك محتمل .. إلا أنها تطوعت بخسارة ما تبقي لديها من رصيد لدي الجميع ولجئت هذه المعارضة للمقاطعة و ترويج الاكاذيب المعتادة .. حتي فوجيء الجميع بمرشح المعارضة ( حمدين صباحي ) ترفضه المعارضة نفسها بما فيها رفقاء كفاحه و نضاله كما يدعي .. فكان مسخا إنتخابيا بكل المفاهيم السياسية.. بعدما روج أتباعه إنها مشاركة سينمائية متفق عليها لتجميل وجه النظام في محاولة منهم لإسترضاء النظام المسيطر .. ففاز مرشح النظام المسيطر بكل شيء و خسرت المعارضة كل شيء
ببساطة المعارضة دوما تبحث عن نصيبها في غنائم السلطان
ولذا يفضل النظام المسيطر الحفاظ علي كتلته التصويتية المؤيدة و حثها علي الاحتشاد و تحفيزها علي الفوز و الانتصار .. في حين تصر المعارضة علي المغامرة بل المقامرة