هتنزل فين يوم 30 ؟ سؤال عجيب و غريب حاصرني به الكثير من الأصدقاء و المعارف .. وكان ردى الوحيد مش هنزل في أى مكان .. و يبدو أن هذه الإجابة لم تكن شافية و كافية .. فقد كان الرد يقابل في بعض الاحيان بإستغراب شديد .. و في احيان أخرى بإستهجان غريب .. إلا أن الغالبية العظمي كانت تبادرني بهجوم عجيب .. و إن كان الجميع قد إتفقوا علي إسماعي ألبوم السلبية و الإيجابية .. و الدفاع عن الإسلام و السعي وراء الحرية و إقامة الديمقراطية و الوقوف ضد الظلم و الظالمين .. إلي آخره من فقرات الإطناب السياسي التي تبدء ناعمة مستحثة و تنتهي خشنة مستفزة .. و إلي الجميع أقولها بصراحة مش نازل .. مش كسل و لا تنبلة ( لن أشارك ككومبارس علي خشبة المسرح السياسي ) .. فأعتقادى الذى اتقرب به الي الله أن التظاهر و الحشد الذى يعطل مصالح العباد .. حراام .. فما بالك بالحشد الذى يدعو للفرقة و الإنقسام .. و لم أرى الحشد واجباً في الأسلام سوى للحرب أو الصلاة .. أما ما عدا ذلك فهو مذموم ذماً قد يصل إلي التحريم في بعض الأحيان و الي التجريم في احيان اخرى .. فضلاً عن إيماني الخالص بأن الخروج علي الحاكم حراام طالما لم يصرح بالكفر .. ولذا لم أخرج ضد الرئيس مبارك .. و شاركت و اشارك في الدفاع عنه و إظهار إيجابيات عصره .. و لا أنكر ما به من فساد فنحن بشر ..إلا أنني وقفت هذا الموقف رافضاً لكل المحاولات الساعية لإلصاق كل نقيصة بهذا الرجل وحده فيما تشاركنا جميعاً فيه من ظلم و فساد .. و اليوم لن أخرج ضد الرئيس مرسي .. بالرغم من يقيني بعدم صلاحيته للحكم و أمور السلطة و السلطان .. متمسكاً بثوابتي الدينية بأن الخروج علي الحاكم حراام طالما لم يصرح بالكفر .. فضلاً عن بغضي للفكر الثورى و كل ما يدعوا له و إن نبع الماء من بين يديه .. فبالأمس كان مبارك و اليوم مرسي و غداً فلان و بعد غد علان .. فكر يسبح في دوامة الفراغ المزاجي الفاسد الذى لا يرى سوى نفسه فقط .. و لا أقصد بالفكر الثورى هنا أصحاب اليسار بل أصحاب اليمين أيضاً ( مسلم - مسيحي ) ممن تجرأو علي الله و كذبوا بأن في الدين ثورة .. فما أتقرب به إلي الله إعتقادى بأن الدين دعوة .. للمحبة و الايثار و الوحدة و العدل و كل المعاني الجميلة الراقية .. و كما أؤمن بأن الخروج علي الحاكم حراام .. أؤمن أيضاً بأن الخروج تأييدأ للحاكم دون إذن صريح منه هو حراام شرعاً .. فهو خروج علي طاعة و لي الأمر .. و لنا في قصة سيدنا عثمان رضي الله عنه البينة و الدليل .. فمثل هذا الخروج المعطل الضار بمصالح العباد.. و المُقنن للسب و التجريح جريمة تستحق العقاب و العقاب الشديد .. قد يكون كلامي هذا صادماُ للكثير .. و لكني لن أفرح برضي الناس في سخط الله .. و لمن أصر علي النزول ( مؤيد - معارض ) أقول لا تتعجب إذا تخضبت يداك بدم أخاك فهذا ما أرسلك الشيطان من أجله .. فأحرص علي تفحص يداك كل الوقت .. فقد قتل الأخ أخاه في أقل من ذلك .. و لا اعتقد أنك ستجد أقل مما وجد في الدنيا و الآخرة .. وللسيد مرسي نقول إتق الله .. فإحترام القانون لا يكون ساعة و ساعة بل إحترام القانون يجب أن يكون علي مدار الساعة .. نهاية القول أقر بأن السيد مرسي هو رئيس الجمهورية شئت أم أبيت .. و يعلم الله أنني شخصياً أتمني أن يصدُق فيما وعد .. فوعد الحر دينٌ
عليه.. ووعد العبد قيد في يديه .. فالحر يقضي دينه و إن باع حِلسه .. و العبد و إن وفي يظل القيد في عنقه .. و أكررها للرئيس مرسي مرة أخرى لا تغتر بمن استسرع إلى بيعتك كطير الدباء، وتهافَت علي مجلسك تَهَافُت الفراش .. فاعلم أنهم ناقضوها سفهاً و طمعاً .. و أعلم أنني كنت و ما زلت أعتقد أنك لا تصلح رئيساً لمصر و لكنها إرادة الله .. و حتي ذلك الحين الذى يظهر فيه الله صحه ما أرى أو فساده .. فلك مني السمع و الطاعة و النصيحة بما لا يخالف شرع الله ... ثم بما لا يضر صالح البلاد و العباد .. و أتمني من الله إن يجنبك شر نفسك و شر بطانة السوء .. و أن يوفقك لما فيه الخير و الصلاح .. وحسبنا الله ونعم الوكيل