الأحد، 14 يوليو 2013

مرارة الإرتجال السياسي .. سلامة الياس

قلنا فيما سبق أن العلاقة المستدامة بين عرائس الخيط تنمو وتزدهر في جو من الإبتعاد المحسوس و المحسوب .. فالمربعات الحركية للمارونيت تتبادل بحيث تسمح بمساحات شاسعة من التعايش المحمود ..تتبادل و لا تتعارض ..  فتعارض المصالح ينُتج خيوط معقدة تشل حركة المجتمع و لا مهرب منها سوى البتر  .. تتبادل و لا تتقاطع ...  فالتبادل عادةً لصالح الطرفين ..   يعيد روح الأبداع و التنافس الشريف لجني المزيد من المكاسب دون إنتقاص حقوق الأخرين .. كما أن الإلتزام بتكتيك الحركة و الأداء يفسح المجال للفنان المبدع لإستغلال المزيد من المشاهد الإبداعية التي ترسم الإبتسامة علي شفاه الصغار  .. و ينتهي العرض عندما تتيقن عرائس الخيط من عدم جرأة أياً من الموجودين علي مساعدتها .. فقواعد السيرك لا تسمح بالتلامس بين الجمهور و أدواته ففي ذلك خطر كبير علي الجميع  .. فتنهي عرضها مرغمة علي تبادل التحية مع الجميع .. و تجتر الأخطاء نفسها في تكرار حتمي .. فقد  تشارك الجميع لحظات المرح و الإبتسام .. مما لا شك فيه أن المشهد السياسيى في مصر الأن يبدو مرتبكاً إلي درجة الإرتياب .. بعدما أصر الجميع علي الإرتجال .. و تلامست أدوات السيرك مع جمهور عشوائي الوجهه والإتجاه .. و تناسينا التحذير المرير و المتكرر من دموية الإرتجال ( الإرتجال قاتل الرجال )  .. و خاصة في إطار هذا التابلوه الفوضوى الذى نصر جميعاً علي الظهور فيه  نمر بها جميعاً .. فكان ما كان بمشيئة الله إبتداءً  قدر الله و ما شاء فعل ..  و بالرغم من ذلك أرى خيوطاً من  الأمل و الخير تنسج إحدى رايات التسامح و التصالح المحتمعي .. بعدما تأكد الجميع من حتمية التعايش التوافقي في ظل نظام لم و لن يسمح بإختراقه أو إسقاطه .. و لذا أعتقد أن الجولات المكوكية التي تقوم بها بعض الشخصيات المحسوبة علي التيار الإسلامي لإحتواء الأزمة و حقن دماء الجميع قد كُللت بالنجاح .. و سنرى خلال الإيام القادمة إنفراجه حقيقية و خاصةً بعد الإعلان الرسمي عن الحكومة الجديدة .. بعدما توصل الوسطاء و علي رأسهم الدكتور محمد حبيب النائب السابق للمرشد العام للإخوان ( حبيب الإخوان كما يحب أن يلقب ) و الدكتور ناجح إبراهيم من الجماعة الإسلامية و الداعية محمد حسان  لإتفاق يرضي جميع الأطراف .. سيتم بموجبه السماح للدكتور مرسي إختيار بلد المنفي التي سيقيم فيه ( إلي حين ) ..  و أعتقد أن الرجل سيختار ألمانيا تحديداً خاصةً و أن لها علاقات لوجيستية قوية مع النظام المصرى مما يسهل عملية التأمين الحركي و حرية الإنتقال .. فضلاً عن توافر  الخبرات و التقنيات الطبية التي قد يحتاجها خلال رحلة الإيتشفاء التي سيقوم بها .. كما سيتم السماح  بحرية الحركة لبعض شخصيات الجماعة الهامة غير المدانة في أعمال تحريض و خلافه .. و السماح أيضاً بعودة حزب الجماعة و ملحقاته للحياة السياسية في مقابل تجميد آمن لنشاط الجماعة داخل مصر ( إلي حين ) .. كل ذلك في مقابل تفتيت الحشود المتنائرة بشوارع المحروسة .. فمؤسسة النظام ترغب في إزالة حالة الإحتقان المجتمعي في أسرع وقت ممكن حقناً للدماء و تجفيف منابع الفتنة.. فضلاً عن التخلص من ضغوطات  القوى السياسية الملوحة بحتمية المواجهة بين الشباب المحتشد من الجانبين .. لممارسة هوايتهم المفضلة في الإبتزاز السياسي لجني أكبر قدر ممكن من مغانم السلطة و كنوز السطان  .. للإسراع في الإنتهاء من عملية التدوير السياسي بأقل قدر من الخسائر ..و من المقرر إستبدال السيسي بقائد آخر من قادة الجيش الكبار في أول حكومة برلمانية علي أقصي تقدير لإقناع الجميع بزهد المؤسسة العسكرية في الكرسي و الصولجان .. فضلاً عن كونها خطوة علي طريق المصالحة و التصالح فإبعاد رجل يمثل تهديداً صارخاً لقادة التيار الإسلامي في هذا التوقيت سيزيل كافة أشكال التوتر و الإرتياب من القلوب و العقول و يُعجل بنجاح الحوار المجتمعي المطلوب  .. كما إنها ستكون رسالة للجميع أن الجيش يعمل بشكل مؤسسي داخل نظام فاعل و قادر .. حمي الله جيش مصر و أهلها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...