الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

المرشد العريان .. سلامة الياس




آخيراً أصبح عصام العريان قاب قوسين أو أدني من تحقيق حلمه الأكبر الذى ظل يطارده منذ إنضمامه لتنظيم الإخوان مع مطلع السبعينيات من القرن الماضي .. ألا و هو أن يصبح المرشد العام للجماعة و أباها الروحي .. نعم حلمه الأكبر و الأوحد الذى بدء التخطيط و التدبير له منذ سنوات طويلة ..  بعدما ذاق حلاوة الإختلاط برجال الحكم و كهنة النظام خلال وجوده و لأول مرة كأصغر أعضاء مجاس الشعب أواخر الثمانينيات ( 87-90 ) .. و بالرغم من حل البرلمان وقتها و قصر الفترة التي قضاها تحت القبة الفضية .. إلا أنه إستطاع تكوين شبكة من العلاقات القوية و الحساسة برجال القصر و السلطان .. إقتنع من خلالها بأفضلية العمل السياسي العلني وأفول عصر العمل السرى و التنظيمات الأرضية .. و مع بداية التسعينيات حاول جاهداً إقناع قيادات الجماعة داخلياً و خارجياً بضرورة الخروج للعمل السياسي بشكل شرعي و معلن إلا أن جميع محاولاته فشلت فشلاً ذريعاً .. لإقتناع القيادات القطبية المسيطرة علي مفاصل الجماعة بحتمية إستمرار سرية التنظيم و مدخلاته .. لحماية الجماعة من التحلل و الإنقراض .. فسعي إلي إقناع التيار الإصلاحي داخل الجماعة بقيادة محمد حبيب و أبو الفتوح بضرورة خوض العملية الإنتخابية بمرشحين بإسمها دون مواربه .. تقيها من الرضوخ مرغمة لإبتزاز قوى التحالفات التي كانت تسعي للتخفي ورائها إنتخابياً .. كما أنها ستكون منحة إجبارية للنظام ليعتبرهم الممثل الشرعي و الوحيد للتيار الإسلامي في مصر .. فضلاً عن التأكيد للجماهير علي كونهم البديل الأقوى و الأفضل لكافة القوى السياسية الموجودة علي الأرض .. و بالفعل نجح في إقناعهم بوجهة نظره ... و خاضت الجماعة جميع أشكال العملية الإنتخابية ( نقابات - طلاب- محليات - شعب -شورى ) بشكل معلن و نجحت في الظهور بقوة و إن لم تحقق الدرجات الكاملة في معظم الإنتخابات التي خاضتها و خاصةً الشعب و الشورى .. إلا أنها أثبتت للجميع أنها قوة لا يستهان بها  يجب التعامل معها بحسابات دقيقة و حساسة .. الأمر الذى جعل العريان يعيد الكره مرة أخرى (علم 95 ) و يحاول إقناع الجميع بضرورة إنشاء حزب سياسي يمثل أفكار التيار الإسلامي في مصر .. و هذه المرة لم يكن الرفض فقط بل التلويح بطرده من الجماعة .. فينجح في إقناع البعض ( ابو العلا ماضي- عصام سلطان - العوا..  و غيرهم ) بالإنسلاخ عن الجماعة ( إلي حين ) و تأسيس حزب سياسي ( الوسط ) بعيداً عنها .. وكان الفشل  من نصيبهم بعدما رفضت لجنة شئون الأحزاب السماح بوجود حزب علي أساس ديني .. فقرر العريان إتخاذ منحني أكثر إنحرافاً و خطورة ألا و هو عقد صفقة مع النظام السياسي  عام 2000بعد خروجه من السجن .. إلا ان الاتفاق لم يتم تفعيله بسبب فشله في إقناع قادة الجماعة بمفردات هذا الإتفاق .. حتي كان عام 2004 ووفاة المرشد السادس للإخوان ( مأمون الهضيبي رحمه الله ) .. فكانت المنحة الإلهية التي لاحت له لإحياء مشروعه الكبير فقاد تحالفاً  داخل الجماعة نجح في فرض مهدى عاكف مرشداً جديداً للجماعة .. و إستطاع  إقناعه بضرورة عقد صفقة سياسية مع النظام .. و قد كان خلال إنتخابات عام 2005 .. و بالرغم من النتائج المذهلة ( 88 مقعداً بالبرلمان ) إلا أن تسريب مفردات الصفقة و إقرار قيادات إخوانية بها كان أمراً مفجعاً للعديد من المنتمين للجماعة و المتعاطفين معها .. و حاول قادة التيار الإصلاحي إبعاد العريان و شركاه عن الجماعة إلا أن العريان و كعادته  سباق في المكر و الخديعة دائماً .. فقاد تحالفاً مع قادة المحافظين ( القطبيين ) بالجماعة نجح من خلاله في إفشال الإتفاق الذى تم بين مكتب الإرشاد و مجلس شورى الجماعة بتفويض محمد حبيب نائب الاخوان وقتها ( 2010 ) بمهام المرشد العام لحين  إنتخاب مرشد جديد .. فنجح من خلال مخططه هذا في التخلص نهائياً من الجناح الإصلاحي (90 بالمئة ) بالجماعة .. حتي كان ما كان عام 2011 و نجح كوسيط بين الجماعة و النظام في عقد إتفاق الشؤم لحكم مصر ( إلي حين ) .. وظن بعدها أن الإخوان سيرسمونه رمزاً خالداً و يجعلونه رئيس أول حزب شرعي يمثلهم عبر التاريخ .. إلا أن المحافظين أصروا علي بقاء الجماعة ككيان سرى و بخلوا عليه برئاسة الحزب المزعوم .. لماذا ؟؟ إنهم لا يأمنون طموحاته !! نعم ..  لا يأمنون جشعه للسلطة و الزعامة  !!! .. و لذا أعتقد أنه سعي بكافة الوسائل لزرع الجفاء و القطيعة بين الجماعة و أنصارها من أبناء الجماعات الأخرى ( يمين و يسار ) من جهة و ساعده غباء النخبة المختارة للحكم من جهة .. كما ساعده ضئالة فترة الحكم المتفق عليها في تأجيج نعرة التعصب و الحماسة بين شباب الإخوان المضحوك عليهم ليتخلص من كافة القيادات الموجودة علي أرض الواقع و كان آخرهم اليوم المرشد نفسه .. و أعتقد أنه سيكون آخر القيادات التي يتم القبض عليها و سيكون أول من يفرج عنه ليستأثر برئاسة الحزب بعد تجميد الجماعة إعلامياً  .. ليصبح المرشد الروحي للإخوان ..
ملحووظة صغيرة : العريان لديه خريطة كاملة بالأماكن السرية التي يجب أن يلجأ إليها قادة الجماعة عند الحاجة ؟؟؟!!!!

هناك تعليق واحد:

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...