الأربعاء، 28 أغسطس 2013

سلامة الياس يكتب .. المرشد الآخر

سامحني يا مولانا

أعتقد أننا وصلنا إلي النقطة التي يخشاها الجميع موالاه و معارضة .. ألا وهي تقوقع فصيل سياسي (جماعة الأخوان ) و التخندق بين طيات الثرى لتشكيل خلايا سرية تسعي للتنكيل بالجميع ... و معاقبة ثأرية لمجتمع لفظها طمعاً و حقداً و حسدا .. متجاهلة غبائها  الواضح و القبيح الذى ترك بصماته الفاضحة في كافة المجالات جروحاً غائرة داخل العقول و القلوب ..  و للجميع أقول ليس هناك داعي للقلق .. فلم ولن يُسمح بذلك .. فهناك دائماً سيناريوهات مقولبة لكل مقام ٍ و مقال .. سهلة التطبيق و مضمونة النتائج .. و أعتقد أن هذا المقام لن يحتمل سوى سيناريوهان لا ثالث لهما .. الأول : التصفية الفعلية للقواعد العنقودية لهذا الفصيل  دون قيود أو شهود .. و هو أمر مستبعد تماماً .. و إن كان وافياً شافياُ (إلي حين ) ..  إلا أنه وعلي المدى البعيد سيفرز ما هو أخطر .. ألا و هو تشكيل خلايا نائمة متباينة الفواصل الزمنية تكون مهمتها التغول داخل المؤسسات الهامة .. و الرقود بين مفاصلها الحيوية تمهيداً لتفتيتها في التوقيت المناسب .. فضلاً عن قيام جناح آخر لهذه الخلايا بعمليات إستنزافية لمقدرات الدولة الإقتصادية و المجتمعية و السياسية كلما سنحت الفرصة لذلك .. والحل الثاني و الآخير هو إعادة تدوير الكيان التنظيمي لهذا الفصيل ( جماعة الإخوان ) و إستحداث عدة زعامات ( مرشدين ) متنافرة الوجهة و الإتجاه  .. و إن إتحد هدفها الأسمي ( الوصول إلي كرسي السلطة و غنائم السلطان ) .. و أعتقد أنه حل مثالي محدود المخاطر .. خاصة ً و أن النظام يسعي دوماً للحفاظ علي المشهد السينمائي للعملية السياسية في مصر .. و هو حل ذو شقين .. الشق الأول و أعتقد أنه قد بدء بالفعل من خلال تفكيك الواجهة المتشددة و نزع قادتها من الإطار السياسي .. و إخلاء الساحة الإعلامية لقيادة وحيدة ( عصام العريان ) تكون هي الخلاص لهذا الفصيل المتشدد و مريديه .. فالنظام لا يحُبذ التخلص النهائي من هذا الوحش المروض ( جماعة الإخوان ) فما زال يحتاج لفزاعة يخشاها القاصي و الداني  ..  و إقتناء وحوش أخرى ( السلف - متشددى اليسار ) تستلزم الكثير من الوقت و الجهد للوصول لنفس النتيجة الموجودة بالفعل .. أما الشق الثاني فيتمثل في الإستعانة ( بمرشد آخر ) ..  شخصية إصلاحية محبوبة  منشقة عن هذا الفصيل منذ وقتٍ قريب ( الدكتور محمد حبيب ) .. تكون مهمتها لملمة شتات القيادات المطرودة ( من فردوس الجماعة ) ..  و إقناعهم بحتمية سداد ضريبة الولاء لهذا الوطن و حمايته من السقوط في براثن التعصب الممقوت .. و إلتقاط مريديهم من طرقات و دهاليز الغامض و المجهول .. و العمل علي إعادة تأهيلهم للعودة من جديد في إطار شرعي يرتضيه الجميع ( دعوى أو سياسي ) .. و أكاد أجُزم أن هذا الشق قيد التنفيذ ..  مما سيؤثر بشكل ملحوظ علي الشكل الإحتجاجي كماً و كيفا .. كما سيريح النظام من عمليات الإبتزاز السياسي الذى تمارسه القوى المتصدرة للمشهد السياسي الأن .. فضلاً عن تشتيت الممولين والداعمين ( التنظيم الدولي )  .. و إجبارهم علي إعادة تقييم الواقع السياسي علي الأرض مما يخفف الحملة الدعائية الشرسة التي تشنها هذه القوى في الخارج .. بالإضافة إلي إعادة جدولة خطة التمويل ( للجماعة ) إن لم يتم تجميدها حتي حين .. الأمر الذى سيكون له عظيم الأثر في قناعات الجميع موالاه و معارضة بضرورة المضي قدماً في تنقيذ آلية المصالحة المجتمعية الشاملة.. كما أن تعدد القادة الروحيين سيعطي مناخاً طبيعياً يستطيع النظام من خلاله إذكاء نيران الطمع بين الجميع لتصفيه معنوية محدودة الخسائر إن لم تكن معدومة ..
 ملحووظة : الأقواس للدلالة علي أن هذه السيناريوهات ليست قوالب خاصة بجماعة الإخوان و إنما هي قوالب مطاطة تصلح للتطبيق علي الجميع  ممن يهوى الخروج عن النص .. إنه نظام ترك بعض الصبية تلهو في ساحة منزله
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...