الحمد لله الذى أنعم علينا بنعمة الإسلام و كفي بها نعمة
ما أن أتممت الثامنة من عمرى إلا وكنت أصُر علي صيام شهر رمضان
فقد كنت أشعر أن الصائم يتمتع بمميزات لا يجب أن أحُرم منها
فضلاً عن أحساسي بأنني قد أصبحت رجلاً ويجب أن أفعل ما يفعله الكبار
وكنت أغضب عندما يصر والداى علي أن أفطر وسط النهار بحجة الخوف علي
وكان أكثر ما يثير غضبي الي حد عدم الخروج من البيت هذا اليوم
الزفة التي كنا نزفها للمفطر منا
( يا فاطر رمضان يا خاسر دينك .. القطة السودا تاكل مصرينك)
وما أن علم أبي بالهواجس التي تطاردني أجلسني في ( حجر جلبابه)
وهو يوربت علي رأسي قائلاً :
كتب الله الصيام علي المسلم البالغ العاقل القادر
ولذلك ماتصومه في عمرك هذا مجرد تدريب علي العبادة
وحتي عندما يكتب عليك الصيام فيجب أن تكون متمتعاً بالقدرة العقلية والبدنية
وإلا سقط عنك الصيام رحمة من الله بعبادة
الصيام يا ولدى عبادة سرية بين العبد و ربه ليس غرضها الأمتناع عن الطعام في ماديته
ولكن الغرض منها الأمتثال لاؤامر الله في تحريم الحرام والحلال معاً في فترة زمنية معينة
ياولدى علمنا أسلامنا
أنه لا يجوز لنا أذا رأينا مفطراً في نهار رمضان أن نسأله لماذا أنت مفطر؟؟
فقد يكون من أصحاب الأعذار و يجرحه أن يعرفها الناس عنه
فضلاً عن كون سؤالنا تتبع لعورات الناس وقد نهانا رسولنا الكريم عن تتبع عورات الناس
كما نهانا عن إبداء تأففنا مما قد يبدو أنه معصية
بل يجب علينا أن ندعوا له بالهداية و أن نحمد الله علي معافاتنا من هذا الابتلاء
لأن ذلك فيه أعانه للشيطان علي نفس المسلم مما قد يجعله يصر علي أتيان المعاصي
إلا انه يجب علي المفطر أن يستتر بمأكله و مشربه عن أعين الناس
مراعاة لمشاعر الصائمين و منعاً لتطاول جاهل جارح
أنتهي كلام أبي و لم ينتهي رمضان ولذلك أتذكر هذه الكلمات
مع أول ليلة من ليالي رمضان
أعقد النية علي الصيام و علي طاعة وصايا كلام ربنا الرحيم و وصايا نبينا الكريم
علي فكرة أسمع الأن الست أم مينا جارتنا تنادى علي بناتها لتجهيز (صاجات) كحك العيد
الذى عودتنا عليه كل عام و هي تنتظرنا عند عودتنا من صلاة العيد متبسمة قائلة:
كل سنة و أنتم طيبين عيد سعيد علينا كلنا حللي بقك …
ومازلت أستشعر حلاوة كحك المحبة كما أطلقت عليه
و أنا اتناولها من يديها و أقول
عيد سعيد علينا كلنا
السبت، 27 أغسطس 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
أقرأ
الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس
اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات فدعهم للرحمن الرحيم ...
-
لي أخٌ مجند .. أسمه محمد قام في الصباح .. يحمل السلاح قال أني ذاهب .. يا أخي أحارب أٌمُنا تنادى .. مصرنا تنادى أعبروا السدود.. حطموا ...
-
يظل خيال المأتة شاهداً وسط الحقول تحركه الرياح والأهواء .. و يهابه ضعاف العقول و الهائمين ..أما العقلاء و النابغة فيعلمون أنه مجرد دُمي...
-
صدقني ليست دعوة للتسامح الديني المزركشة بقوالب الود المعتادة .. بل دعوة للعقلانية و منطقة الامور .. القدس هذه الارض الطاهرة التي جعلها ا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق