الأحد، 16 سبتمبر 2012

فقه المناسبات و نفاق العبيد .. سلامة الياس

فجأة تذكر الجميع أن الإسلام ينبذ العنف و يجرم الإعتداء علي المرافق العامة ... و يحرص علي حفظ دماء الناس كل الناس .. كما تذكر أيضاً دعاة الحرية إن للحرية حدود ..  فقد تبارى أئمة المساجد المصرية في طول البلاد و عرضها لحث جموع المصريين الغاضبين لإهانة رسولنا الكريم علي عدم مواصلة الهجوم علي السفارة الأمريكية بالقاهرة .. ..وتعمد بعض هؤلاء الأئمة الأفاضل إظهار ما في الإسلام من تحريم لمثل هذه الأعمال .. و يعلم الله كم أرفض الهمجية و البربرية في إبداء الرأى أو المطالبة بالحقوق .. إلا أنني أأخذ علي أئمتنا تذكرهم لتعاليم الإسلام في أوقات بعينها .. و تحويل الفقه الإسلامي إلي فقه مناسبات .. فلا أذكر أنني سمعت أحدهم علي مدار ما يزيد علي العام و النصف يحرم ما فعله مدمني الفكر الثورى من البلطجية و الأفاقين بأقسام الشرطة و المحاكم و التهجم علي وزارة الداخلية و مجلس الوزراء .. بل تجرأ بعضهم علي منح من مات منهم لقب شهيد الحرية .. كما لم أسمع أيضاً منهم مثل هذه الكلمات في محاولة إحراق سفارة السعودية و كذلك في حادث إقتحام سفارة بني صهيون بالقاهرة .. بل تم تكريم البعض علي المستوى الشعبي و الرسمي كأحد أبطال الفتوحات .. كما لم أسمع من أحدهم رأياً في فتوى ما يسمي بزواج الفلول .. فضلاً عن عدم تكرم أحدهم في تذكيرنا بحرمة إلقاء التهم دون دليل و ترويج الإشاعات و هتك أعراض الناس دون بينة .. ولم أسمع و لم أسمع و لم أسمع .. ولكني سمعت بعضهم يروج للأكاذيب من فوق منبر رسول الله .. و سمعت بعضهم يحرض الناس علي عدم دفع الضرائب من فوق منبر رسول الله .. و سمعت بعضهم يرى أن إختلاط البنات و السيدات بالشباب و الرجال في الميادين وقت الهرج و المرج لا بأس منه .. و سمعت بعضهم يحرض علي قتال المخالف للرأى و إن كان من أتباع رسول الله ..... و سمعت و سمعت و سمعت الكثير .. دائماً ما أربأ بنفسي عن نقد علماء الدين حتي لا أكون سبباً في تجرأ العامة من أمثالي علي رموز دينية يجب إحترامها  .. إلا إنني لا أعتقد أن ما أقول ينال من طرف ثوب هؤلاء و لكنها النصيحة .. و لأذكرهم بمقت ربُنا سبحانه و تعالي لبني إسرائيل لإنتقائهم ما يحبون من كتاب الله و كلام الرسول ..  حيث قال تعالي في سورة  البقرة ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ  ) صدق الله العظيم
أما السادة أصحاب السبوبة و المهلبية في تأسيس الحرية و الديموقراطية فقد تذكروا فجأة أن الحرية المطلقة إنحراف و إنحلال بل و طالبوا أولي الأمر بفتح السجون و المعتقلات لتأديب هؤلاء الخارجين المارقين الذين تجرأو علي مهاجمة وكر اليورو و الدولار  .. بعدما كانوا يرون أن إسقاط الدولة و رموزها و إحراق مؤسسات البلاد نوعاً من التعبير الجريء عن الحرية .. بل سعي بعضهم للضغط و ما زالوا علي أولي الأمر للإفراج عن بعض هؤلاء البلطجية الذين عاثوا في الأرض الفساد بإسم الحرية.. ولا أرى في ذلك سوى إمتنان
العبيد بجميل الحرية التي منحها لهم أسيادهم الأمريكان ... سمعت فيما مضي أن أرض النوايا الحسنة .. حرثتها أيادى الهوى .. و روتها دماء الغفلة ..  فأينعت فيها زهور النفاق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...