الاثنين، 12 نوفمبر 2012

ثورات سابقة التجهيز .. لا تراجع و لا إستثناء .. سلامة الياس


صغار متحمسون و كبار حمقي .. هكذا يريدهم المنتفعين .. قاعدة أساسية  في عمليات التغيير أياً كان طابعها ( سياسيى - إجتماعي  - ثقافي ... إلخ ) بل تعتبر أولي و أهم قواعد عمليات الإحلال و الإستبدال .. فهي الأساس الضرورى للعملية برمتها .. فإذا تم تنفيذها حرفياً و إحترافياً فلا يستطيع كائن من كان تفكيك شفرتها أو تحليل عناصرها .. فالأمر معقد للغاية ..  فالقاعدة لا تعرف إستثناء ..  صغار أى صغار ..  بغض النظر عن الإنتماء و الإعتقاد .. أو الجنس و اللون .. حتي الفوارق الإجتماعية و المقومات المادية لا وجود لها .. و يفضل ألا يوجد رابط مباشر بينهم قبل ساعة الصفر .. تجمعهم الحماسة المختلطة بالخبرة المعدومة في تناغم مزاجي حاد الطبع و الإيقاع .. يرفض أى منطق .. يتمرد علي كل مقدس  .. يحطم حتي أمانيه و أحلامه .. حماسة مقيتة كعيدان الكبريت تحرق رأسها أولاً قبل إشعال الهدف المطلوب !!! ... و ما أن تحترق الرأس تحرق دون تفرقه .. معتقدة أن أحراقها للأخرين يخلصها من نيرانها .. لا تتراجع حتي يحترق باقي الجسد أملاً و طمعاً في مستقبل مبهرٍ زاهر .. الحماسة لا يزرعها سوى عاشق الجمر و لا يجني سوى الرماد .. وما أن تبدء نيران هذه الحماسة في الخفوت حتي يظهر كل الكبار .. أى كبار .. فلا إستثناء كما إتفقنا .. تجمعهم الحماقة المختلطة بالجشع في تنافر مزاجي صادم  .. يتباكي علي المحروق ولا يسعي لتخليصه من نيرانه .. يبحث عن الحقيقة و هو ينثر حبوب الكذب و الخداع .. يتسابق للتملص من العهد القريب نفاقاً للوالي الجديد .. ألوان  عديدة متباينة الأحاسيس من الحماقة لا يميزها سوى رائحة الإنتفاع و المصلحة  .. الجميع مدان حتي تظهر برائته .. و عندما تلوح رايات البراءة من بعيد .. تحتشد حشود الريبة و الإنتقاص لمواجهتها و إجهاض نشوتها .. و مواجهات هلامية داخل دهاليز من الفسيفساء السياسية العشوائية .. لا شاغل لها سوى إستنباط تفاصيل وهمية للدلالة و الإستدلال .. لا تتراجع حتي  تجرفها هذه التفاصيل إلي شواطيء الجدل العقيم .. فغالباً ما يقبع الشيطان بين التفاصيل ..و في الخارج ينتظر المنتفعين اللحظة المناسبة للتوجيه و إعادة السيطرة من جديد ..  إرهاصات بشرية معقدة نادراً ما تحقق نتائج محددة .. و لكي  تتم عملية التغيير يتم إنتقاء و أختيار عناصر للتهيئة و التوجيه تكون هي الرابط الاساسي بين هذه الأطياف المتناحرة .. في تناغم صريح و فاضح .. حتي تتم عملية التغيير بأقل قدر من الخسائر .. ثم تبدأ هذه العناصر في تفكيك و قطع هذه الروابط بعدة طرق أهمها كشف المستور و المسكوت عنه مما جرى داخل اروقة و دهاليز الحياة السياسية من عهود و إتفاقات منذ سنوات  .. نعم منذ سنوات .. و كل ذلك موثق صوت و صورة .. وكما يقول المثل الدارج اللي ما يشترى يتفرج  .. مزيج معقد من الفرقاء تجمعهم الأماني و تفرقهم المغانم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...