تعد نظرية الأرنب السياسي من أعقد النظريات السياسية إذا أنها تحتاج لمناخ مجتمعي فضفاض قلما تتوافرمقوماته من حيث الزمان و المكان .. بحيث تُمكن النظام من إستخدام جميع الزوايا السينمائية للوصول للهدف المنشود بأقل خسائر ممكنة .. و كنا قد نوهنا في مقال (عبقرية نظام)مع بداية شهر يناير عندما قلنا (أن النظام يستعد حالياً لطرح نموذج للرئيس القادم
من خلال الدفع بعدد من الشخصيات العامة والعسكرية لمضمار السباق الرئاسي
و سحب عدد من الوجوه التي تم إستهلاكها إعلامياً
لنبدء مرحلة جديدة أكثر حرفية ونبوغاً يرى فيها الجميع كيف يتم إقناع العقل المصرى
بشخصية رئاسية جديرة بالإحترام
لن تحظي بتوافق نخبوى خالص إلا أنها ستلاقي قبولاً جماهيريا واسع النطاق
مع و لن أذيع سراً إذا قلت أن النظام يسعي لإيجاد نموذج رئاسي تتوافق فيه أبعاد شخصية عديدة مع شخصية الرئيس مبارك ولكن بعباءة ثورية تنموية إعلامية الي حين)
و أعتقد أننا الأن نشهد اكثر فقرات السباق إثارة فسيسعي المنظمون لسحب المرشح الأرنب كل ٌ حسب لونه و حجم غنائمه من مضمار السباق بعدما أدى كل منهم دوره في تحفيز رؤوس بعينها لخوض السباق طبقاً للجدول الزمني المطلوب ..وحشد الجماهير للزحف وراء الشخصية الرئيسية الممثلة للتيار الذى تعشقه بغض النظر عن مسمي هذا المرشح أو ذاك ..الأمر الذى يمنع تزاحم المتسابقين داخل مضمار السباق و يتفادى أى تصادم فيما بينهم وحدوث إرتجال قد يؤثر علي النتيجة المرجوة .. ومن ثما السماح للاعبين الحقيقين بإظهار مواهبهم لإبهار المتفرجين بقدراتهم علي الإقناع .. فضلاً عن إتاحة مساحات و مسافات متباينة بين المتسابقين تسمح للنظام بجدولة أدوار بعض المتسابقين لخدمة المتسابق ذو الخلفية العسكرية الفائز كالتضييق علي متسابق بعينه و إلإفساح لأخر ليبلغ دور الوصيف أو الحصان الأسود المرشح لخوض جولة الإعادة إن وجدت .. بشرط أن يكون هذا الوصيف من نفس الفريق أو من التيار الإسلامي خاصة و أن هذا التيار أصبح يعاني من فقدان التعاطف المجتمعي الذى كان يتمتع به فيما مضي و لم يعد يلقي نفس القبول لدى الجماهير .. الأمر الذى يسهل للرئيس المنتظر حصد أصوات الجماهير الكامنة و الخائفة و المرتجفة من مجرد تخيل وجود ممثل للتيار الإسلامي داخل قصور الرئاسة أياً كان إعتداله .. نهاية القول لا أعتقد أن يخوض اللواء عمر سليمان غمار السباق لأسباب شخصية لدى الرجل يجب إحترامها .. كما أعتقد أن الوفد سيعلن عن مرشح من إبناؤه لجني مكاسب سياسية و إعلامية تتناسب و تاريخه العريق قد يكون البدوى هو هذا المرشح و إن كنت أؤيد فكرة الدفع بأحد بشوات الأباظية لما لهم من باع سياسي طويل معروف سترفع من أسهم الوفد خلال هذه الإنتخابات .. ونقولها مرة أخرى للتذكرة ( لن يزيد عدد المرشحين الفعليين عن عشرة و لن يقل عن ستة بعدما تتوالي عمليات الإنسحاب و الإنزواء من شخصيات شهيرة لن نذكر أسمائها حتي لا يغضب مناصريها فبعضهم أصدقاء أعزاء و لكن أستطيع أن أقول أن من بين هؤلاء الأشخاص رجل دين عنترى الكلمات و رجل عسكرى تقلد العديد من المناصب .. و أحد أبناء النظام يبلغ من العمر عتياً و
لكن السيجار سبب له مشاكل صحية عديدة كما أن دعوته لدخول قوات
أجنبية إلي ليبيا سيكون بمثابة نقطة سوداء في جبينه
ما نكتبه ليس تنجيماً و لا تنبوأً بغيب فلا يعلم الغيب إلا الله .. إلا أنها مجرد رؤى مبنية علي مسببات مسبقة و تحليل موضوعي للأحداث فما كان محققاً منها فتوفيق من الله سبحانه و تعالي .. و لنا عودة
حمي الله جيش مصر و اهلها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق