الجمعة، 13 يوليو 2012

جمهورية الإفتاء المصرية .. سلامة الياس

ذكرنا فيما سبق أننا إن لم نسرع في الخروج من تابلوهات الكوميديا السياسية السوداء  التي نعيشها الأن فسنضطر إلي معايشة مسخرة مجتمعية بكافة الألوان .. ستجعلنا أضحوكة للعالم أجمع .. و أعتقد أننا جميعا بلا إستثناء مسئولون ( من أول الريس مرسي و حتي عم عبده ) عن هذه المسخرة التي بدأت شواهدها تظهر في الأفق مع القرار اللوذعي للسيد الرئيس بعودة البرلمان المشبوه .. حانثاً بأيمانه الثلاث بإحترام الدستور و القانون .. و بدلاً من أن نترك القانون يحدد للسيد الرئيس ما يحل له و ما هو محرمٌ عليه من أمور السلطة و السلطان .. و يحذره من مغبة الإستسلام لتنابلة السلطان و بطانة السوء ... بدلاً من هذا كله ظهرت كالعادة جمهورية الإفتاء المصرية .. و لما لا فمصر العزيزة تذخر بما يزيد عن 80 مليون خبير في كل شيء من الإبرة للصاروخ ( ومع ذلك نستورد كل شيء ) .. و فوجئت شخصياً بأتباع التيار السياسي الإسلامي يتعاملون مع قرار مرسي كمن لا ينطق عن الهوى و العياذ بالله .. بل و حشدوا الحشود لمساندة الرئيس في قراراته .. و زاد الطين بله أن بعضهم عمد إلي إتهام كل من يعارض كلام الرئيس بتهم كثيرة بعضها سياسي و البعض الأخر يندرج تحت بند السب و القذف و خدش الحياء العام .. أما ما أضحكني كثيراً هو تعامل بعض ما يسمي نفسه بالقوى الثورية مع القرار المشبوه بمنطق يعيش مولانا و بطيخ مولانا .. مطالبين الريس مرسي بالمزيد من القرارات الثورية المزاجية الفوضوية التي من شأنها الحفاظ علي حالتهم الثورية المريضة .. و لا يعنيهم إذا كان تعدد مثل هذه القرارات هو إنهيار لدولة القانون و الدرجة الأولي من سلم الصعود إلي كرسي الديكتاتورية .. و حزنت كثيراً عندما رأيت قلة من القضاة تؤيد قرار السيد مرسي بل و تشكك في شرعية المحكمة الدستورية من الأساس .. كما حزنت أيضاً عندما رأيت بعض القضاة ممن صدمهم القرار الرئاسي و هم يهددون و يتوعدون بالتصعيد .. و ما أحزنني أكثر أن الفريقان سرعان ما كال بعضهم لبعض اللكمات الإعلامية .. كنت أود أن يربأ السادة القضاة بأنفسهم عن  التسبب في النيل من هيبة ووقار مؤسسة الرئاسة أياً كان حجم إختلافنا مع الرئيس الموجود .. كما كنت أود ألا يسقط السادة القضاة في فخ النيل من شرف و شخوص بعضهم البعض ففي ذلك تمزيق لثوب العدالة الموقرة .. و إسقاط هيبتها من قلوب العامة بعدما تكشفت عوراتها بيد أبناءها .. و زاد الطين بلة قيام البرلمان المخلوع  بعد إنعقاده بإصدار قرار عجيب بإحالة قرار الحل لمحكمة النقض .. و لا أدرى إهي خطوة للماطلة في تنفيذ أحكام القانون أما أنه جهلٌ صريح بأحكام هذا القانون .. و كلاهما أبشع من الأخر .. فماذا تنتظر من شعب يتعمد فيه صفوتة الخروج علي القانون ؟.. و ما بالكم  بشعب صفوته من الأميين ؟.. وفي الجهة الأخرى إستغل المتربصين ( وانا منهم )  بالسيد مرسي الفرصة للتنكيل بالقرار المعيب و تهديده الصريح لدولة القانون .. و زادنا البعض من الشعر بيتاً بضرورة الحجر علي السيد الرئيس لعدم أهليته في إتخاذ القرارات و تعمده هدم ركناً أساسياً من أركان الحكم ألا و هو القضاء .. و ما بين صدور القرار الرئاسي المعيوب و حكم المحكمة الدستورية أن أحكامها لا يجوز لكائنِ من كان الطعن عليها و تصريح مؤسسة الرئاسة بإحترام القانون .. شهدنا فصلاً مأساوياً نال فيه جميع أبناء مصر نصيباً وافرأ من لحم بعضهم البعض  .. رفقاً بمصرنا الحبيبة .. الكلام للجميع .. رفقاً بمصرنا العزيزة .. شئنا أم أبينا السيد مرسي هو رئيس مصر للأربع سنوات القادمة فقط - فقط - فلندعوا الله جميعاً أن يتمهم له  ولنا علي خير .. و لتكن النصيحة أو التصحيح بلا سب صريح .. و للسيد مرسي أقول إتق الله فينا .. و لا داعي لمثل هذه القرارات الفوضوية .. التي من شأنها النيل من هيبة مؤسسة الرئاسة في شخصكم .. و أعتقد أنك رأيت بعض بطانة السوء في مستشاريك و في ابناء جماعتك .. فأحذرهم فإنهم أمراء فتنة .. وكما تدين تدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...