قلنا فيما سبق ان الانظمة العتيقة تلجأ لعمليات التغيير و التجديد علي فترات متباعدة .. من خلال جدول زمني و اطار مكاني لا يخضعان لمتغيرات أو مستجدات خارجية أو داخلية .. بقدر إرتباطهما بمتطلبات النظام و حاجاته للتوسع و التطور أو التطهر .. بمعني أن هذا التغيير يخضع لألية تضخم علاقات النظام و تشعبها و حاجته لتطوير شبكة مصالحة .. أو حاجته للتطهر من خطايا سقط بها بعض المنتمين إليه.. أو التخلص من علاقات لاجدوى من إستمرارها .. و هنا تصبح عملية تغيير الجلد السياسي للنظام عملية حتمية .. و ما ان تتم عملية الانسلاخ بنجاح .. و تظهر نتيجة هذا التغيير قوية و لامعة و متاءلقة .. حتي تبدء الافعي في اعادة رسم حدودها الجيواستراتيجية .. بعدما تقوم بتوسيع نطاق نفوذها من خلال ضم مساحة اكبر من الارض بطرق مباشرة او غير مباشرة .. تتناسب و مقدار التضخم الذى طرء علي تضاريسها الجسدية .. كما تعمد الي اعادة تنظيم اوكار القنص و التصييد .. كمنهجية مكر و خداع تستطيع من خلالها استدراج شرائح جديدة من الفرائس التي اتقنت الهروب من افخاخها القديمة .. و خلال جميع مراحل اعادة الترتيب و التحديد تلتهم الافعي كل ما يقع بين ناظريها مهما كانت قوته او حجمه .. و ان كانت افعي اخرى من نفس النوع .. ممن تجرأ علي التسلل الي نطاق سطوتها وقت انشغالها بعملية الانسلاخ و التغيير .. و من لا تستطيع التهامه تقوم بعضه و بث السم في اوصاله .. في اعلان فاضح و صريح انها لن تسمح لكائن من كان بمشاركتها ادارة منطقة نفوذها الجديدة رغما عنها .. فانتهاء عملية الانسلاخ و التغيير بنجاح .. تكسب الافعي قوة اضافية بعدما تخلصت من امور كانت تشكل عبئا كبيرا عليها .. فضلا عن حالة الجوع الشديد التي تسببت فيها طول فترة الانسلاخ و التغيير .. ناهيك عن حالة الشك و الارتياب في كل متحرك بعد فترة الانغلاق الطويلة التي صاحبت عملية الانسلاخ .. كل هذه الامور مجتمعة تجعل من هذا النظام وحشا متطرفا يميل لفرض سطوته و سيطرته بكل السبل .. خشية تجرؤ المتربصين علي النيل من جلده الجديد قبل صقله .. و لذا يطلق يده الباطشة لتطال كل متلصص و متسلل بلا هواده او رحمة .. في استعراض مرعب لقوته و سهولة استخدامها و سلاسة ادائها و دقتها في تحقيق اهدافها .. و مع ذلك تتغاضي الافعي عمن اراد العيش و التعايش داخل نطاق نفوذها .. ولكن بشروطها و طبقا لقواعدها التي تتناسب ووضعها الجديد .. و الا اصبح علي قائمة طعامها في اقرب فرصة .. و قد يدفعها هذا التطرف الي الاندفاع المباغت مصحوبا بقوة مفرطة خارج نطاق نفوذها .. في مفاجٱة محسومة و ناجزة تحبس انفاس اعتي المنافسين و تتسبب لهم في شلل دماغي مؤقت .. في محاولة ناجحة تمكنها من رسم خط همايوني للمزعجين و المتربصين يمكنهم من العيش فيه و لا يسمح لهم بمواجهتها .. الي حين .. فقد تحتاج اليهم عاجلا او اجلا في تخليصها من نفايات و بقايا لا جدوى منها .. ومع ازدياد درجات مهادنة المستفيدين و المتربصين للنظام خوفا من يده الباطشة او طمعا في كسب مودتة او مراوغة لجولة قادمة .. تزداد ثقة منظرى النظام في ادواتهم و قدرتهم علي فرض خارطة جديدة تمنح و لا تسمح .. تبدء معها مرحلة اخطر فمع توافر الموارد المادية و المعنوية و استقرار الاوضاع داخليا .. تنشط غدد صناعة سلاحها الازلي فتميل الي الخروج المحسوب .. لتجربة اسلحتها الجديدة و لتٱمين حدودها المباشرة و غير المباشرة .. في غزوات منفصلة الاتجاهات متصلة الاهداف تنال خلالها من جميع مخاوفها و صانعيها .. وتفعيل خارطتها الجديدة بقواعد قد تتغير و لكنها لا تقبل التعديل .. حتي تعم الفائدة جميع الارجاء و قاطنيها .. .. و لماذا الافعي ؟ لانها تملك السم و الترياق .. هيبتها خرافية .. و قوتها تنازعاتها الاساطير .. و لانها احرص الكائنات الحية علي اجراء عملية الانسلاخ و التغيير مهما كانت الظروف .. الافعي تتخلص من جلدها .. و لا تتخلص من سمها ..
علي الهامش .. وبالرغم من استقرار النظام و عبقريته في التعامل مع الواقع المشبوه الا انني اعتقد ان مشكلة ليبيا ستنتهي قريبا عن عمد من العصابة الدولية .. وذلك للتركيز علي الجبهه الجنوبية من ناحية السودان وفتح ماخور ارهاب المرتزقة علي مصر واهلها .. الا انني ايضا اعتقد انها مرحلة قصيرة جدا و لكنها ستكون دموية للغاية لبتر ايادى هؤلاء المرتزقة بالسرعة المطلوبة قبل التعرض للسد العالي و محاولة اغراق مصر ..
لهو الافاعي .. قريبا .. انتظرونا