يتبارى البعض ممن يدعون العلم ببواطن الأمور في إلصاق الإتهامات للرئيس مبارك
و خاصة الإتهامات التي تحمل كلمات مثيرة براقة مثل الخيانة العظمي و العمالة للدول الغربية و الكيان الصهيوني
طمعاً منهم في التودد لما يسمي بالقوى الثورية و اللحاق بمواكب الشهرة والسلطان
لا يعنيهم دقة الكلمات التي يروجون لها و لا صحة الدلائل و الحجج التي يستندون إليها و للأسف منهم رجال قضاء
و أخطر هذه الإتهامات هو كون مبارك عميلاً للقوى الغربية والكيان الصهيوني
و عمل خلال فترة حكمة علي إضعاف الجيش المصرى و إخضاعة
و لن أنزلق إلي حقل الرد بإجابات مُرسلة علي إتهامات بلا دليل وسوف أكتفي برصد نموذج واحد فقط للرد
بدايةً الجيش المصرى يصنف حالياً علي أنه أحد أقوى عشرة جيوش علي المستوى العالمي
فضلاً عن وجود جهاز مخابرات شامل من أقوى أجهزة المخابرات في العالم أجمع إن لم يكن أقواها لإسباب عدة أهمها
أنه أحد الأجهزة القلائل عالمياً التي لم يتم إختراقها خلال ثلاث عقود و ليست صفقة شاليط ببعيد و التي تتدارس اجهزة المخابرات العالمية كيف و أين كان ؟
في عام 1996شنت أجهزة الإعلام الغربية و الصهيونية حملة إعلامية كبرى علي مصر
لمطالبتها بإزالة و تدمير قواعد الصواريخ الباليستية و المعروفة إعلامياً بصواريخ سكود الموجودة في مصر
لأنها تشكل خطراً كبيراً علي السلام في الشرق الأوسط فماذا قال مبارك و ماذا فعل ليستحق لقب العميل ؟
ففي حوار مفتوح مع شباب الجامعات و أعضاء مؤتمر المبعوثين في الأسكندرية يوم 25 أغسطس 1996 قال:
لقد رفضت رفع هذه الصواريخ رفضاً كاملاً إلا في حالة إزالة جميع الصواريخ و الأسلحة النووية من المنطقة
و أبدى الرئيس مبارك دهشته من تركيز وسائل الإعلام الأجنبية علي الصواريخ المصرية
في الوقت الذى تقوم فيه إسرائيل يتجربة صاروخ (أرو2)الذى تمولة أمريكا
هذه التصريحات كانت بمثابة رسالة علنية هادئة مضمونها رادع للصهاينة بأننا لسنا خاضعين لمزاجية اللوبي الصهيوني و إرهاصاته الأمنية و لا نخشي أحد
فما هي حكاية سكود هذا الشبح المخيف ؟
بدايةً عرفت مصر صواريخ سكود الروسية عندما إستخدمها السادات رحمه الله في حرب أكتوبر المجيدة علي نطاق محدود لضرب العمق الصهيوني و من وقتها مر تواجد هذه الصواريخ بمصر بمراحل عديدة أهمها:
طورت مصر صواريخ سكود ب وسي ودي، كما طورت مصر مع الأرجنتين بتمويل عراقي نسخة أخرى معروفة باسم بدر 2000 في مصر أو كوندور 2 في الأرجنتين،
إلا أن المخابرات الأمريكية إكتشفت قيام عالم أمريكي من أصل مصري بسرقة مواد كربونية يمنع تصديرها وتستخدم في برامج الصواريخ الباليستية و تقديمها لمصر
من أجل إنشاء برنامج صواريخ باليستية تحت إشراف وزير الدفاع المصري السابق المشير أبو غزالة،
فقررت مصر والأرجنتين إيقاف المشروع إعلامياً وظن الجميع أن النظام المصرى خنع للطلبات الغربية
إلا أن مصر قامت بتزويد كوريا الشمالية بصاروخ سوفيتي الصنع من طراز Scud-B ، لتطبيق مبدأ لهندسة العكسية reverse engineering ومحاولة إنتاج نسخ مشابهه
فقد أكدت تقرير لوكالة المخابرات الأمريكية أن مصر " تواصل جهدها لتطوير وإنتاج " الصواريخ الباليستية من طراز Scud B و Scud C . ويضيف التقرير، أن مصر تواصل عملها للحصول على مكوّنات الصواريخ الباليستيه ballistic missile والأجهزة المرتبطة بها من كوريا الشمالية .. و أشارت وزارة الخارجية الأمريكية عام 99 أن مصادر معلوماتية أكدت عن أن ثلاث شركات مصرية ، تعمل في مشروع الصاروخ البالستي بالتنسيق الفني مع كوريا الشمالية
بل و أشارت التقارير إلى أن مصر تعكف على وضع مسافة قصيرة الصواريخ البالستية التي يتجاوز النطاق المتوقعProject T. هذه التقارير تشير أيضاً الي العمل على هذا السلاح منذ عام 2003. بسبب تشكيلتها المتوقعة والحمولة
و ما يؤكد هذه المعلومات تأكيد المخابرات الأمريكية و أخرى أوروبية في عام 2008 أن تقارير لها تفيد أن صاروخ تاي بو دونج الكوري الشمالي ما هو إلا صاروخ بدر 2000 المصري وأن كوريا الشمالية قد قبلت بطلب مصري لنقل مشروع الصاروخ لها بعد توقفه مع الأرجنتين على أن يقوم مصنع قادر المصري بتصنيع رقاقات التوجيه للصواريخ.
نهاية القول هل يندرج ما سبق تحت بند العمالة و إضعاف الجيش ؟
و هل عدم السماح ببناء قواعد أجنبية علي الأراضي المصرية ..عمالة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق