الخميس، 19 يناير 2012

من أوهام اليسار .. الثورة المضادة .. سلامة الياس



 مصطلح مشبوه تتوارى خلفه النُخب اليسارية لإيهام البسطاء أنهم أصحاب دعوة حق يترصدها مبطلون يريدون تقويضها و إفسادها و إجهاض منهجها المُخلص للإنسانية من ظلم الطغاة
 و قد يظن البعض أن هذا المصطلح المشبوه  يتم الترويج  له بسبب  الأحداث التي ألمت بمصرنا الحبيبة و إدعاء وجود ما يسمي بفلول النظام و المأجورين من قبل الرئيس و أبناؤه
و للأسف هذا المصطلح البغيض ليس وليد هذه الأحداث فالعقل اليسارى  يرفض كل شيء بعد وفاة عبد الناصر بل و يعتبر ما بعده حتي الأن ثورة مضادة للمشروع الناصرى
فها هو شيخ اليسار كما يلقبونه الراحل  محمود أمين العالم  يكتب  في منتصف الثمانينيات علي صفحات جريدة الأهالي  لسان حال حزب التجمع
 إن المشروع الساداتي لم يكن يجهر بحقيقته كثورة مضادة للثورة الناصرية و لا يزال المشروع الساداتي أى المضاد لثورة 23 يوليو مستمراً حتي الأن في جوهره حتي بعد موت السادات جريدة الاهالي 1984
ببساطة كاتب هذه السطور يعتبر كل الشعب المصرى من غير المنتمين لليسار فلول و ثورة مضادة
ببساطة يعتبر فليسوف اليسار أن ما تم خلال هذه الحقبة الزمنية من إنتصارات حربية في أكتوبر العظيم و تحرير الأرض التي ضاعت بسبب هشاشة المشروع الناصرى
 و التنمية التي شهدتها مصر في هذه السنوات هو تتابع مرحلي للثورة المضادة
بل يدعي أكبر منظرى اليسار أن التجربة الناصرية هي التجربة الأولي بالتنفيذ في مصر و العالم العربي
و تناسي و يتناسي أتباع هذا الفكر أنهم ذاقوا الأمرين علي يد نظام عبد الناصر عندما زج بهم في المعتقلات فرادى و جماعات
و لم يعفو عنهم إلا من أجل إرضاء خرشوف أثناء زيارتة لمصر عام 64  في إحتفالية السد العالي الذى طلب من عبد الناصر شخصياً الإفراج عن معتقلي اليسار كبادرة جيدة للعلاقات الروسية المصرية و كمؤشر علي توافق الرؤى الأيدلوجية بين مصر وروسيا في هذا الوقت تساهم في دعم طلب مصر للسلاح الروسي
أقول تناست كل هذا مع ما جنته من مكاسب إطلاق يدها في المحافل المجتمعية و دس فكرهم المشوه  من خلال المنابر الإعلامية التي أصروا علي إعتلاء قمتها
بل ولم يجدوا غضاضة في الدخول تحت عبائة الإتحاد الإشتراكي بالرغم من أن رفضهم لهذا الدمج فيما سبق كان السبب الرئيسي لإضطهادهم
و لكن يبدوا أن المنهجية المزاجية التي تميز الفكر اليسارى بشكل عام لا تقبل سوى نظاماً يتوافق مع موجات المد و الجزر المزاجية التي تتوالي علي عقولهم
بغض النظر عن خطايا هذا النظام ما دام سيوفر لهم مناخاً صالحاً لدس أفكارهم المسمومة
المضحك أنهم وعلي الرغم من وصمهم لهذه الحقبة الزمنية بالثورة المضادة و أن رجالها فلول لنظام جاهل لم يستطيع إستيعاب هذا الفكر الألمعي
إلا أنهم لا يجدون غضاضة في قبول جوائز الدولة التقديرية و أوسمة الدولة الشرفية و جوائزها المالية ألافاً مؤلفة من بين يدى رجال هذا النظام و من بينهم كاتب السطور المشار اليها
 فقد نال شيخ اليسار محمد امين العالم و كذلك الروائي إبراهيم أصلان
 ولطيفة الزيات وألفريد فرج و سيد القمنى و غيرهم و غيرهم جوائز  الدولة التقديرية في فروع مختلفة
و يعتقد أتباع هذا الفكر الأن أن هناك فرصة مواتية لإستعادة عرش مصر من فلول الثورة المضادة و لكن يقف بينهم وبين تحقيق هذا الهدف رجال الجيش الأوفياء و لذلك تستعر نيرانهم الخبيثة للنيل من هؤلاء الأبطال .. ممنين النفس بأرث مستحق
و ننصحهم بإعادة حساباتهم مرات و مرات و نهديهم إغنية الست عايزنا نرجع زى زمان قول للزمان إرجع يازمان ..
و لكن للأسف لا ينظر ورائه إلا الهاربون


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...