الأحد، 8 يناير 2012

وهم المعونة الأمريكية .. سلامة الياس


خفض المعونة الإقتصادية ينطبق علينا و علي إسرائيل و نحن بعض فترة لا نريد معونة و لكن نريد إستثمارات حقيقية في مصر
كما أن هذه المعونة تتناقص تتدريجياً و خلال عشر سنوات ستتلاشي
أما المعونة العسكرية ستظل مستمرة اما إذا صح كلام راديو إسرائيل  بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد طلب من الكونجرس الأمريكي إلغاء المعونة العسكرية لمصر في الوقت الذى تزيد فيه لإسرائيل فسوف يكون لنا موقف آخر مع شارون ..
و لا أعتقد أن الإدارة الأمريكية ستتجاوب ..
 و لكني أعتقد أنه موقف عدائي إذا صح أن شارون قال ذلك و لا أريد أن اتخذ موقفاً الأن .
الأسطر السابقة جزء من حديث صحفي للرئيس مبارك علي صفحات جريدة الأهرام  في 23 مارس 2001
سبق زيارة للرئيس إلي أمريكا بأيام تحدث خلاله مبارك عن منهجية العلاقات المصرية الأمريكية بوضوح
و أعتقد أن هذه الأسطر القليلة لها دلالات كثيرة واضحة لكل منصف أهمها :
ضحد أوهام النُخبة الكرتونية حول المعونة الأمريكية و تعمدهم الخلط بين المعونة الإقتصادية و المعونة العسكرية
 في جهل واضح و مفضوح
 يسعون من خلاله للترويج لأكذوبة  رضوخ مبارك و نظامه للإوامر الأمريكية خوفاً من تقليص المعونة الإقتصادية
فضلاً عن ترويج هذه النخبة الضعيفة عن عدم فهم العسكر للإدارة السياسية
فها هو مبارك رأس الدولة و المؤسسة العسكرية يؤكد منذ عشر سنوات .. عشر سنوات
تفهم النظام بل و تأكده من تقلص المعونة الإقتصادية و تلاشيها خلال هذه السنوات 
بل و تؤكد هذه السطور أن النظام المصرى وقتها لم يعد يأبه لهذه المعونة من الأساس علي الرغم من عدم إنكاره لفائدتها في النمو بالإقتصاد المصرى فيما مضي
و  تؤكد أيضاً علي وعي القيادة السياسية لخطورة الإعتماد علي هذه المعونة التي أصبحت أحد محاور إبتزاز النظام المصرى
بل بادر مبارك في أحاديثه مع الإدارة الأمريكية إلي المطالبة بإستبدال هذه المعونة المتقلصة بإستثمارات طويلة المدى
تنعش البنية الإقتصادية في مصر
و رفض أى مساومات لبناء قواعد عسكرية أجنبية في مصر مقابل بقاء هذه المعونة
أما المعونة العسكرية فهي جزء لا يتجزء من إلتزامات الحكومة الأمريكية لإنجاح معاهدة السلام بين مصر و إسرائيل
و لا تستطيع أى إدارة أمريكية أياً كان توجهها التملص منها بل لا تستطيع  تخفيض هذه المعونة العسكرية أو تعليقها
لأن هذا معناه وفاة هذه المعاهدة إكلينيكياً و ما يستتع هذه الوفاة من تهديد للمصالح الأمريكية في المنطقة
لأن إسرائيل نفسها تعلم أن النظام المصرى و مؤسسته العسكرية
قادران علي إستبدال التقنية العسكرية الأمريكية 
في أى وقت من خلال شبكة كبرى من وسطاء السلاح المصريين العالميين في هذا المجال
و هو أمر من شأنه تهديد أمن إسرائيل و المصالح الأمريكية في المنطقة كلها بشكل خطير
و لذلك تحدث مبارك عن المعونة كأمر لا يقبل المساومة و لايستدعي الإبتزاز
 بل يستدعي إسترضاء النظام المصرى من أجل أمن الجميع
كما أن هذه الأسطر القليلة تؤكد علي وجود نظام قوى له رؤى بعيدة المدى في جميع المجالات
لا ننكر أن بعض هذه الرؤى قد أصابها العطب في بعض النواحي من حيث التخطيط و الإدارة
فهذا طبع الإنسان يصيب و يخطيء .. علي المرء أن يسعي و ليس عليه إدراك النجاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...