الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

الفكر الثوري

مما لا شك فيه أن حالة الإهتياج السياسي التي أصابت العالم العربي خلال الفترة الماضية .. قد أطاحت ببقايا العقلانية التي كانت متواجدة لدى البعض ممن يؤمنون بالفكر الثورى كعقيدة سياسية ناجزة و مخلصة ( إذا سلمنا جدلاً أن لدى هؤلاء عقول من الأساس ) .. الأمر الذى جعلهم الأن في حالة عداء شديد للمجتمعات التي سعوا لنجدتها من الطواغيت كما يزعمون .. وشخصياً لا أندهش من مثل هذا التغير في أحاسيس هؤلاء تجاه بنوا جلدتهم .. فالفكر الثورى ( إذا جاز لنا إعتباره فكراً من الأصل ) هو دوماً منهاجاً مزاجياً متقلباً .. لا يسعي للكمال بقدر سعيه للإمتلاك و فرض السيطرة علي مريديه و تابعيه .. و في خلال سعيه هذا يستأنس بكل وسيلة للوصول لغايته المنشودة بغض النظر عن كم الضحايا و الخسائر التي يتكبدها المجتمع .. و بغض النظر عن كون وسائله تتناسب شكلاً و موضوعا مع البنيان المجتمعي و الثقافي لهذا المجتمع .. و بغض النظر عن جدوى الغاية التي يسعي إليها .. و لذلك تجدهم دوماً متربصين بكل رأى أو نصيحة تعكر الحالة المزاجية لفكرهم المذموم .. و لا يتورعون عن تكفير مجتمعاتهم و إتهامها بالجهل إذا ظهر منها شبهة إمتعاض أو نفور من إحدى وسائلهم الفاسدة .. بل لا يتورعون عن إذكاء نيران التشيع و الطائفية ليضمنوا إستمرار الحالة المزاجية المتوجسة لمجتمعاتهم فهي البيئة الوحيدة الصالحة لرواج بضاعتهم الثورية الراكدة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...