لعل إقدام جماعة الإخوان علي ضم مريدى الجماعات الإسلامية بعد تصفية بعض رؤوسها
و التنكيل بالغالبية منها داخل وخارج الأسوار و إستبعاد الصفوة
و السماح لهروب البعض منها لغرض في نفس النظام
لعل هذا الإقدام هو أكبر خطايا الجماعة التنظيمية بعد خطيئة تشكيل الجناح العسكرى
الذى تم تصفيته فيما بعد
و تتمثل هذه الخطيئة في تجرأ فصيل سياسي علي إعادة لملمة أتباع فصائل شبه عسكرية
و أعادة دمجهم داخل كيان سياسي يحاول العودة للحياة السياسية من جديد
من خلال التحالف مع كيانات شبه يسارية ( العمل – الوفد- التجمع ) خلال مرحلة الثمانينات
و إعلان البراء من أوزار التشدد و أرتداء عبائة الوسطية
و التطهر من وزر أمراء حرب خرجوا من تحت عباءتها أرهبوا البلاد و العباد
الأمر الذى أكسبهم عداوةً مضاعفة مع أركان نظام يسعي للخروج بالبلاد من مستنقع التصفية و الإغتيال
كما عرض التنظيم الي التحلل بشكل وقتي مما سمح بوجود خلايا نائمة و ناعمة للنظام و جهات دولية أخرى
للتجسس و التحسس أى التعرف علي أسرار الجماعة و تحسس نواياها المستقبلية
كما أعماهم عن إرتضاء بعض الخلايا النائمة و الناعمة لهذه التنظيمات للإختباء تحت مظلة الإخوان
طمعاً في أحد مغنمين أما إعادة الأخوان الي منهجية الدعوة الي الله وما تستلزمه العودة من توبة
من أوزار التسكع في طرقات السياسة و دهاليزها
أو الإنقلاب علي التنظيم و الاستيلاء علي عرش الإرشاد بالتعاون مع القطبيين (نسبة الي سيد قطب رحمه الله)
و إستبعاد الإصلاحيين من أتباع الشهيد البنا رحمه الله
إلا أن الجماعة إستطاعت الحفاظ علي وسطيتها الي حدٍ بعيد بالرغم من تعنت النظام في التعامل معها
حتي بداية الألفية الجديدة و ما يعرف بالمراجعات الدينية لأقطاب الجماعات داخل وخارج مصر
وفتح قنوات سرية بين النظام و امراء هذه الجماعات
و من ثم بدء تنفيذ مخطط لإختيار مرشد متشدد و بطانة أكثر تشدداً بعد رحيل مأمون الهضيبي (رحمه الله)
و أختيار مهدى عاكف و بداية ظهور التخبط الواضح للنهج الإعلامي للجماعة علي غير المعتاد
ثم جاءت إختيارات المرشد الجديد و أعضاء مكتب الأرشاد الأخيرة بعد إرغام عاكف علي التقاعد
لتؤكد سيطرة المتشددين علي الكيان التأسيسي للجماعة
و إن كنت أرى ان اختيار بديع كمرشد يعد نجاحاً في إجهاض هذا الإنقلاب
فبالرغم من كون بديع من القيادات القطبية العتيقة إلا أنه أكثرها إعتدالاً و تعقلاً
و بالرغم من نجاح العريان ورفاقة في الإطاحة بأثنين من أكثر قيادات الأخوان تأثيراً علي مستوى الجماعة و خارجها
الدكتور محمد حبيب (حبيب الإخوان) و الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ( أبو الشباب )كما يلقبهما شباب الجماعة
إلا أن التنظيم لم يتقوقع كما روج البعض
إلا أنه فقد عدد كبير من قوته الشبابية ممن إستشعروا جمود التنظيم و خروجه عن المنهجية الأساسية للإخوان
و السعي لإنشاء مايسمي بتنظيم الإخوان الجدد
و لذلك فأن محاولة إقناع الشارع بأن قوة الإخوان التنظيمية الحاشدة مازالت مخيفة
هي محاولة لخداع البسطاء و الحالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق