بدايةً لم أنتمي لأى تيار سياسي طوال حياتي القصيرة و لا أنتوى بإذن الله
فأعتقادى أن تعدد التيارات السياسية و تعصبنا لها
دلالة قوية علي هشاشة القناعات الفكرية لإنسان العصر الحديث
فأحد أهم أسباب خلق الله للبشر شعوباً و ألواناً هو التلاقي و التعارف و التواصل
و من ثمَ التعاون في إعمار الأرض و أرسل الرسل و الأنبياء لتوحيد الإله الأوحد
و الإعتصام و الإتحاد تحت واحدة هي راية الحق و العدل و المساواة
و لا أذيع سراً أنني كنت واحد من ألاف المتعاطفين مع جماعة الإخوان أنتخابياً فيما سبق
عندما كانوا الراية الوحيدة للتيار الإسلامي في مصر
لأعتقادى أن قدرتهم علي توحيد الصف و الكلمة نجاح يستوجب المساندة
في ظل تشرذم القوى السياسية الأخرى و هشاشتها و تناحرها سعياً وراء السلطة
بغض النظر عن إختلافي معهم في تعمدهم الظهور كأوصياء علي الإسلام و المسلمين
و بغض النظر أيضاً عن إعتبارى ضمهم لعناصر متشددة خطيئة تنظيمية
أما الأن و قد إنفلت لجام الأمور من بين أصابعها
و أنتهي دورها الرائد في توحيد كلمة التيار الإسلامي بل وساعدت في تفتيت هذا التيار
من خلال تعنتها و إسرافها في إستعراض قواها الإعلامية
و الإصرار علي فرض وصايتها السياسية علي فصائل التيار الإسلامي
والمن علي قادة هذه الفصائل بحسن رعايتها لهم و الدفاع عنهم من غبن و جور النظام
الأمر الذى جعل هؤلاء الأمراء ينفرطون من خيط مسبحتها واحد تلو الأخر
طمعاً في إستبيان قواه المكنونة و إستغلال مرحلة الغسيل الدماغي الذى يتعرض له المجتمع المصرى
للظهور في ثوبٍ جديد و محو صحيفة السوابق المفزعة و العودة مرة أخرى للحياة السياسية
فضلاً عن لفظ الجماعة لأهم رموزها المعتدلة و خيرة شبابها إرضاءاً للمتشددين منها
بل و أصبحت إحدى القوى المتناحرة علي غنيمة السلطة و السلطان
الأن .. سأعمل بحديث النبي الخاتم ( صل الله عليه و سلم ) عندما سُئل و ما النجاة
((أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك)) [رواه الترمذي]
فلا يوجد الأن من يستحق المساندة و التأييد فالكل يعمل لتفتيت بلادى
ولن أسمح بذلك ولن أشارك فيه
...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق