كان لي صديقون فليفوس بأحوال السياسة مهووس بس السلك ضاربه و دايماً منحوس
فوجئت به يوماً يسير شريداً زائغ النظرات وحيداً
فبادرته بالتحية و السلامات اللي هيه فرد السلام و التحية بكلمات عشوائية وحاول التملص من إيدايايه
و بعد المحايلة و المدادية و وعدى له بعزومة ميه ميه علي الكافيه اللي هيه
وافق فليفوس مع التلميح إن جيبه خالي من الفلوس
و علي الفور دخلنا الكافية و سأله الجرسون تحب تشرب أيه يا سعاة البيه؟
فطلب كافيه أوليه و سندوتشين فراخ بانيه وواحد سوسيس و شيشه تفاحة ريحتها فواحة
وبادرته متسائلاً مالك يا عمنا ؟طمني حالك يهمنا
فرد متلعثماً كابوس يا استاذ كابوس .. فتمتمت أهدى كده و إحكي يا مووكوس
فبدء يحكي قائلاً : بعد ما ضربت طبقين فاصوليا من اللي هيه و معاها حتتين لحمه
من بتوع عيد الضحية و حبست بكوباية شاى ميه ميه
إتكلفت في البطانية و غمضت عينيا .. ثم توقف عن الحديث و أخذ في تناول ستدوتش السوسيس
ثم تابع حديثه قائلاً و ما أن رحت في النوم حتي وجدتني في أحد قصور علية القوم
أحسست بالخوف أحسن يفتكروني حرامي و أشبع شلاليت وكفوف
فأختبأت خلف أحد الكراسي .. عايز ميه عايز ميه .. فقلت له قعدت تقول عايز ميه
فرد و هو يكاد يلفظ أنفاسه : ميه أشرب يا أستاذ كعب الرغيف وقف في زورى باين في الموت جه دورى
فبادرته بلكمة قوية من غيظي أسفل قفاه و أنا أقول لسه هنستني الميه أيه رأيك في الضربة ديه ؟
كمل يا وش النحس أحسن اشبعك ضرب ورفص
فتابع حديثه قائلاً : ماشي حضرتك بس أبقي خف في ضربتك .. المهم و أنا مستخبي دخل من الباب
شخص مهاب يحيط به رجال كالأبواب و سمعته يقول أهم حاجة النظام في التسليم و الأستلام
وعشان كله يبقي تمام .. ماحدش من الضيوف يعرف بوجود الأخر أعملوا معروف
فهمهم الحضور بالموافقة و أعتدل سعاته في جلسته و أهتم بتظبيط هيئته
ودخل من الباب شخصية وقورة .. يا نهار أسود .. فبادرته قائلاً فيه أيه يا فليفوس ؟
فرد سريعاً عارف مين الشخصية الوقورة ؟.. قلت مين يا وش المصايب ؟
فتابع حديثه قائلاً : شخصية دينية مشهورة في كل حته صوت و صورة .. بادره سعاته بالإبتسام
و صافحه بإهتمام وهو يقول منور يا مولانا مواعيدك دايماً تمام
فرد مولانا دايماً سعاتك هتكون مبسوط معانا .. فنحن الورقة الكسبانا
فرد سعاته قائلاً طبعاً يا مولانا و عشان كده طلبت مقابلتك للإستنارة بحكمة حضرتك و نيل بركة محبتك
بس يا مولانا أنت شايف الأحوال و السياسة مش بالنوايا ولكن بتظبيط الأحوال
وبدون إطالة لو سبنا العملية لبتوع الليبرالية هتكون مصيبة حلت علي البلد ديه .. صح يا مولانا
فرد مولانا مسرعاً : الله يبارك فيك .. طبعاً ..عاوز تقول أيه بالظبط ؟
فأجابه سعاته : لو سيبنا بتوع الليبرالية و العلمانية هيعروا الصبية و يسمحوا بجواز الولية للولية
و سوسو هتبقي محسن و عنتر يبقي عليه
فتمتم مولانا مستغفراً ربه : صدقت … بس برضه ما فهمتش بتلمح لأية بالظبط؟
فبادره سيادته قائلاً الضرورات تبيح المحظورات يا مولانا و درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع
و أنتخابات بالطريقة الديموقراطية مش نافع
وعشان كده حضرتك تحدد لينا الدوائر اللي أنتو عايزينها و أحنا حنسيب ليكوا تعبية الصناديق و تموينها
فقاطعه مولانا نزور يعني ؟ .. فبادره سعاته أيهما أقل وزراً يا مولانا كده و لا الحرة تمشي عريانه
فرد مولانا : أقل الضررين سعاتك .. بارك الله فيك
فبادره سعاته واقفاً منهياً الحديث شرفت يا مولانا و مش هتندم علي إتفاقك معانا
فلملم مولانا عباءته و ألقي عليه السلام مسرعاً في خطوته وهو يردد :عريانه لا حول و لا قوة إلا بالله
فين التفاحة يا عمنا كلمات أطلقها فليفوس .. فقلت له سعاته طلب تفاحة يا متعووس
فرد لأ يا أستاذ عايز أحبس عشان الكلام اللي جااااى يحلا أحلي و أحلي
فقلت ماشي يا سيدى كمل قبل ما أخدك بضهر إيدى .. فتابع حكايته وما أن خرج مولانا حتي أخذ سعاته نفساً عميقاً
و طقطق بإصبعيه و كاد يتراقص من الإنبساط و لم تمر لحظات حتي دخل عليه واحد محفلط
وشعره طويل و متظبط و بادره سعاته أهلاً يا أبو الشباب فقلت يا نهار هباب
ده الراجل اللي كل يوم بيظهر علي الشاشات و عمانا كلام مجعلص و مصطلحات و مؤسس العديد من الأحزاب و الحركات
فرد التحية بطريقة تمثيلية .. و قال بل أبو الليبرالية فرد سعاتة حقك يا دكترة .. ومن غير رغي ولا منظرة
هتسبوها للمشايخ و تعيش طول عمرك خايف من قطع الإيدين و تكميم الشفايف
فقاطعه المحفلط لأ طبعاً بس نعمل أيه ؟ دوول مفهمين الناس إننا كفرة و الناس منا نافرة
فرد سعاته يبقي إتفقنا تحدد دوايرك و إحنا نأمنك تضرب صناديقك و تأمن مستقبلك
فقال المحفلط وهو يكاد يطنطط نزور سعاتك ده مستحيل ..
فرد سعاته نزور لأ .. تزور ماشي .. إحنا حد الله بينا وبين الحاجات دى .. هنأمنك بس .. إنما لو عايزها شفافة
معندناش مانع .. بس كده هتبقي لقضيتك بايع .. مالكوش أرضية و فكركم ضايع .. بدل ما تبقي نايب هترجع صايع
فطأطأ المحفلط جبهته و أعتدل في جلسته و عقد يديه فوق ركبته و رد : أوك يا مان إتفقنا
فبادره سعاته بالتحية و الوعود اللي هيه .. مودعاً أياه و هو يراقص حاجباه من ورا قفاه
فقلت له الله يخرب بيتك أحلامك منيلة بنيلا .. فرد فليفوس عاوز واحد فخفاخينا عشان اكمل الجزء الأخير من حكوينا
فقلت لسه فيه حكاوى ؟يا ليلتك المنيلة بنيلا .. فرد طبعاً ياأستاذ و لم تمر لحظات حتي دخل واحد من البشوات
و تعالت ضحكات سعاته حتي وصلت الي قهقهات يا مرحب بزعيم الفلول
فرد الباشا ميه مسا ونهارك بوغاشا .. فبادره سعاته طبعاً عارف أنا طالبك ليه يا باشا
فبادره الباشا علي الفور طبعاً سعاتك ده إحنا اللي دهنا الهوا دوكو تلاميذكوا و تربية إيديكوا
و هنا يا أستاذ عطست عطسة جامدة مش عارف جت منين ؟ فألتفت سعاته للباشا يرحمكم الله
فرد الباشا مش أنا يا ريس فقال يبقي فيه حد غريب هنا ونظر نحوى و الشرر يتطاير من عينيه
قفشتك يا أبن الإيه … فقمت من نومي مفزوعاً و مش عارف السرير اتبل من إيه؟
فكرك من إيه يا أستاذ ؟ .. فقلت أكيد الدنيا كانت بتمطر .. فقال مسرعاً صح الدنيا شتا
كل سنة وانت طيب.. فرددت طيب .. فبادرني متسائلاً تفسيرك إيه للحلم يا أستاذ؟
فقلت : واضح إن الست ريما حنت لشغلانتها القديمة
فرد متعجباً ريما مين يا أستاذ ما كانش فيه ستات في الحلم ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق