السبت، 22 أبريل 2023

السودان الي أين؟السودان الي أين؟ (١) سلامه الياس

لا إدري لماذا شعرت بالمرارة بعدما عرفت ان البعثات الدبلوماسية الأجنبية بالسودان تصر على مغادرته بأقصى سرعة.. بالرغم من تأكد الجميع ان الأوضاع في السودان أصبحت اكثر استقراراً.. بعدما سيطرت قوات الجيش على الأرض استراتيجياً و لوجيستيا.. و اعتقد ان السودان ستشهد حرباً أهليه بالوكالة بين أطراف عدة عربية واجنبيه.. الخاسر الأكبر فيها مصر (اغلقت دائرة النيران من حولنا) .. و ليست السودان فالسودان لم تعد طرفا في الصراع بل ستصبح غنيمة يتناهشها الجميع.. فأصرار الدول على سحب بعثتها الدبلوماسية بدايةً و ما يستتبعها من إجلاء رعاياها.. جاء على اغلب الظن بناءً على وجود قاعدة معلوماتيه تؤكد اتساع رقعة الصراع و شدته.. بعدما اغلقت أبواب التوافق بين الفريقين.. خاصة و ان دول مثل أمريكا (اكبر البعثات) و إنجلترا و فرنسا و الصين و كوريا الجنوبية (اكثر الدول المسيطرة مخابراتياً بالسودان).. خططت لإجلاء رعاياها منذ بداية الأحداث المأساوية.. و هو ما يعني اننا بين بين.. أولاً ان هذه الأجهزة لها يد في إذكاء نيران هذه الحرب من البداية  للقضاء على ما تبقى من قوة للجيش السوداني تمهيداً لزرع قواعدها العسكرية في ربوع البلاد بقوة الأمر الواقع.. فضلاً عن احكام قبضة الحصار الجيواستراتيجي على مصر.. ثانياً ان قنوات الاتصال بين الدول الصديقة و الحليفة و فريقي الصراع قد اغلقت نتيجة اصرار كل فريق على موقفة.. وهو الأمر الذي جعل دولاً مثل السعودية و الإمارات (اكثر الدول الداعمة مالياً للفريقين) تسارع في إجلاء رعاياها خوفا من تعرضهم لأعمال انتقامية من المنتسبين لأياً من الفريقين.. او ان يتم ابتزاز دولهم لمساندة فريق ضد الاخر.. خاصة و ان خروج الأمور عن السيطرة سيشجع مجموعات مسلحة اخري في المشاركة في المواجهات طمعاً في الغنيمة و القسمة و النصيب.. و نأمل أن يخيب الله الظنون السيئة و ان تمثل هذه الخطوات ضغطاً كبيراً على أطراف الصراع لإسترضاء الحلفاء  و الأصدقاء و المسارعة للتفاوض و المصالحة.. اللهم احفظ السودان و اهلها و رد عنها كيد الفاسدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...