السبت، 15 أبريل 2023

ماذا يحدث في السودان؟ سلامه الياس

على ما يبدوا اننا سنشهد ربيعاً ساخناً بالسودان قد يمتد الي صيف مشتعل  بأحداث دامية الخاسر الوحيد فيها هو السودان.. أياً كان المنتصر .. فهاهم أمراء الحرب من قادة الجيش السوداني يمزقون اواصر الأخوة فيما بينهم طمعاً في السلطة و الصولجان.. و اعتقد اننا بين أمور ثلاثة.. الأمر الاول ان بريق الذهب السوداني قد أعمى الجميع لنرى فصلاً من فصول الصراع حول القسمة و النصيب.. بعدما اقترب تنفيذ الوعود لتسليم السلطة لسلطة مدنية منتخبة.. و ما يتابعه من قيام هذه السلطة بمراجعة هؤلاء القادة حول إيرادات و مصروفات المرحلة التي سيطروا فيها على الأوضاع.. خاصة بعد تأكيد معلومات عن سيطرة قائد الدعم السريع و اخو ته على صناعة الذهب تنقيباً و ترويجا.. و لذا قد نرى لجوءً لحمديتي و إخوته لدوله افريقية قريبة.. الأمر الثاني الصراع على السلطة نفسها و قناعة البرهان و رفاقه بضرورة الإنفراد بالسلطه و التخلص من فصيل مسلح ظهرت منه بوادر تمرد منذ أمد بعيد.. و التخلص من حمديتي و اخوته في هذا التوقيت حتمي اذا اراد البرهان و رفاقه الاستئثار بالسلطه.. بعدما اقترب وقت البر بوعوده بإقامة دولة مدنية تتمتع بسلطة رئاسية منتخبة.. مما قد يترتب عليه تقهقر قوات الدعم السريع و التمترس دارفور و دمج العديد من الجماعات المسلحة تحت لواءها .. و قد يصل الأمر لإعلان انفصال دارفور عن السودان.. وهو اسوء سيناريو لا نتمناه .. فهو امر سيمهد لحرب أهليه ستحرق الأخضر و اليابس ليس بالسودان وحده بل و دول الجوار.. الأمر الثالث.. ان السيناريو الذي نراه سيناريو معد مسبقاً َ متفق عليه بين الطرفين.. خاصة و ان البرهان سمح لقوات الدعم السريع الانتشار و التمركز بنقاط استراتيجية هامه داخل السودان خلال الاشهر الماضية.. اتفاق للتملص من اي تعهدات قطعوها على أنفسهم للقوي المدنية و الوسطاء الدوليين.. مما يعجل بوقف هذه المناوشات  خلال أيام و يجلس الجميع حول طاولة المفاوضات للتراضي.. خاصة أن قوات الدعم السريع بقيادة حمديتي ليست جيشاً بالمعني المفهوم.. بل ميليشيات قبلية مطعمه قيادات من الجيش السوداني الإرشاد و التوجيه.. كان الغرض من انشاءها السيطرة على الأوضاع المشتعلة في دارفور.. و قطع الطريق على الجماعات المتناحرة في مختلف أنحاء السودان.. و أياً كان احد هذه الأمور اقرب فهو ذريعة للتإجيل و المماطلة للبر بوعودة السابقة.. تمهيدا لفرض الأمر الواقع و الاستئثار بالسلطة.. نهاية القول اننا أمام صراع ضاري على السلطة و الصولجان.. قد ينتهي بمأساه انسانيه ستظل آثارها لعقود اللهم احفظ السودان و اهلها و رد عنها كيد الفاسدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...