الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

أبطال أكتوبر شكراً.. سلامة الياس

نتيجة بحث الصور عن أبطال أكتوبر شكراً.. سلامة الياس
 كان عمي الكبير رحمه الله يصر علي أن تجتمع العائلة عنده يوم السادس من أكتوبر 
 لمشاهدة العرض العسكرى بعد حرب الأنتصار و حتي يوم الغدر عام 81
في شبه إحتفالية فيها كل ما لذ و طاب من المشروبات و الحلوى
و هو يجلس منتشياً بيننا في زهوا و إفتخار فقد خدم بالجيش المصرى العظيم 15عام
بدايةً من عام 59 وحتي 74
و كنا نخفض صوت التلفاز لنستمع لقصصه وحكاياته  عن الأبطال الذين نشاهد صورهم
عبر الشاشة الصغيرة 
فهذا السادات عبقرى الحرب و السلام 
و من علي يمنيه أعظم طيارى القرن و قائد القوات الجوية و الضربة الأولي
حسني مبارك
و من علي يساره الوحش الكاسر أبو نهضة صناعة السلاح في مصر
أبو غزالة
و من حولهم الفريق فلان بطل الموقع الفلاني و هذا اللواء فلان قائد الكتيبة  كذا التي أذاقت ال صهيون المرار 
و هذا و هذا و هذا و لا يترك منهم نفراً إلا حدثنا عن بطولاته و جسارته و شجاعته 
و كنا صغاراً لا يتعدى الواحد منا العشر سنوات و لا يعنينا سوى حلو القصص و حلو الطعام
حتي كان يوم الغدر و الأبطال يزهون في ملابس الموشاة بنيايشين الفخر و الإنتصار 
وفجأة يظهر قاتلٌ مأجور يغتال البطل يوم عيده و يغتال معه فرحة الأبطال
بل يغتال فرحة شعب
و يغتال معها فرحة عمي و هو يتحرك كالمغشي عليه من صدمة الموقف وبشاعة الجريمة
و هو يهذى بكلمات لا أنساه : ليه .. ليه ؟ ده ذنب الأبطال اللي رجعوا لينا الأرض و الكرامة و الرجولة
عملتوا من أصحاب النكسة أبطال وتقتلون أبطال النصر
هما دوول اللي رجعوا لرجال مصر رجولتهم بعدما فقدناها ذلاً و أنكساراً في 67
 وقتما كان أصحاب النكسة يتقاسمون أغنام السلطة ونحن علي الجبهة نتمني الموت 
للتخلص من مرارة الخيانة و ذل الفرار و ترك جثث الشهداء تنهشها الكواسر
و ها أنا مازلت و سأظل أتذكر هذا اليوم و أتذكر كلمات عمي رحمه الله 
و سأظل أتذكر أنني لم أره متبسماً بعدها حتي مات
رحم الله الجميع و أسكنهم الفردوس الأعلي و جزاهم عنا و عن الإسلام خير الجزاء
و أقول … أبطال أكتوبر شكراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...