اللايحة ياريس لعلها أشهر عبارة تتردد في مصر الأن متصدره قاموس الكلمات الرسمية قبل عبارة المنحة ياريس أشهر عبارات العصر الساداتي .. و لعل الفضل في تصدر هذه الكلمات للقاموس الكلامي الرسمي الأن لمجلسنا الموقر ..
فبالرغم من أننا لم نشاهد من طلعته البهية سوى جلسات قليلة .. إلا اننا نفاجأ في كل دقيقة تقريباً باْحد النواب الموقرين ينتفض معترضاً علي إجراءٍ ما رافعاً شعار (اللايحة ياريس) يستتبعه همهمات و تصفيق مختلف المقامات حسب حماسة كل منتفض و حجم هيئتة البرلمانية تحت القبة ..
العجب العجاب أن السيد رئيس المجلس يرد كل مرة بنفس الرد ( أنا فاهم اللايحة و بنفذها بالضبط)
و عندما يشتد الجدل ينظر السيد الرئيس من أعلي العوينات الزجاجية محذراً النائب المتجرىء بسوء العاقبة ( أقعد أحسن أطبق عليك اللايحة) فينصاع السادة النواب الموقرين ( واضح أن تطبيق اللايحة موجع جداًً) بين ساخط و متمتم بكلمات غير مفهومة أشبه بدعاء الولايا علي ظالميهم و بين ملوحاً بيديه بإشارات إعتراضية قد يكون من بينها ما يعاقب عليه العرف و القانون ..
مما أوقعنا جميعاً في حيرة شديدة بين لايحة سيادة النائب و لايحة السيد الرئيس .. و لم نعد نعرف نصدق لا يحة مين لامؤخذة ؟
ولكن ما نعرفه الأن أن المجلس الموقر يحوى بين جدرانه بعض الجاهلين بأصول العمل البرلماني و لوائحة و الدليل علي هذا هو اللغط الكلامي المتتالي بين السادة النواب الموقرين و السيد الرئيس حول تفسير اللايحة و تطبيقها ..
فالعامة من أمثالي فهموا أن أحد الطرفين لا يعرف عن اللايحة أكثر مما يعرف متنطعي الأماكن الأثرية عن اللغات الأجنبية سوى (جود بورننج يا خواجة .. جيفت بقشيش ..تشترى كلب) ..
ولذا نتوجه بنداء إلي أصحاب القلوب الرحيمة من المتخصصين في الأعراف البرلمانيتخصيص جزء من وقتهم الثمين لتعليم السادة النواب الموقرين أصول العمل البرلماني و نصيحة قليلة تمنع بلاوى كتيرة ..
قبل أن نرى مجموعات إعتراضية حماسية تشجيعية علي غرار الألتراس الرياضي الذى بلانا الله به في السنوات الماضية ..يتحول بموجبها البرلمان المصرى إلي الدرجة التالتة شمال و الدرجة التالتة يمين ..
و نرى من المهازل ما يندى له الجبين من ألفاظ خارجة و حدف طوب و خلافه ..فضلاً عن أن ظهور الشماريخ تحت القبة إحتمال وارد جداً مع وجود عدد لا بأس به من محترفي الهتاف و التصفيق و الشعارات و الأغاني الخارجة .
و تنتهي الجلسة بفقرة رئيسية ألا وهي خروج السيد رئيس المجلس الموقر في حماية رجال البوليس ..
تصحبه أغنية شيلوا الرف حطوا عصايا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق