ما من منصفٍ عاقل إلا و يشعر أن نهار سوريا المستقبل يزداد قتامة و أن ليلها الحالم يزداد سواداً بعدما توشح بلباس الحداد علي الأبرياء ...
الذين يتساقطون ليل نهار في صراع دامي متوحش بين نظام جشع و بين طموح ساسة طامعين في السلطان ..
و كلاهما لا يتورع عن المشاركة في إفناء أمة من اجل كنوز السلطة و كرسي السلطان ..
و يعلم الله حزننا علي الدماء التي أريقت و تراق يومياً قرباناً لهذا الصراع اللعين ..
و رغم ذلك سنحاول توصيف الصورة الحالية لسوريا بحيادية تامة تحاشياً أن نساهم في إزكاء نيران هذا الصراع و لو إشارة من بعيد ..
وبادىء ذى بدؤ نوجه كلامنا لبشار الأسد رأس النظام السورى .. إتق الله في شعب سوريا .. إتق الله في الأطفال الرضع .. إتق الله في الشيوخ الركع إتق الله في حرمات الله .. نخاطب فيك فطرة الإنسان الأولي إن كان قد تبقي لديك شيئٌ منها أن تقطع طريق الدم ..
نخاطبك اليوم في الذكرى الثلاثين لمذبحة حماة 1982 قد تكون لا تتذكرها فقد كنت فتى بريئاً يلهو في ملاهي ديزني لاند في الوقت الذى كان أسدا قصر الشعب أباك و عمك يبطشون بحماة و أهلها في إحتفالية دموية دامت ما يقرب من 28 يوماً سقط خلالها ما يقرب من 40 ألف قتيل من الأبرياء فضلاً عن 15 ألف لا يعلم أحد عنهم شيئاً حتي الأن ..
نخاطبك اليوم لنلفت نظرك أن رموز نظامك اليوم هم ضباط الأمس ممن نفذوا مذبحة حماة عام82 و ننبهك أنهم مرتزقة سلطة و هيلمان و سيسلمونك أو يقتلونك للنجاة بأنفسهم .. نخاطبك اليوم لنذكرك أن الجيش السورى لحماية السورى الإنسان و تحرير الجولان ..
نخاطبك اليوم لنذكرك أن شعب سوريا تبسم يوم تنصيبك رئيساً للبلاد بعدما رأوا في شخصك الحاصل علي أعلي الشهادات الجامعية في بلاد الغرب طوقاً للنجاة من الغرق في ظلمات الحكم العلوى الباطش .. كنت يومها القديس المخلص من الظلم و الظلام ..
و للأسف يوما بعد يوم أسلمت نفسك لزبانية نظامك المهووس بسفك الدماء ..
نخاطبك اليوم لنقول لك إتق الله و إحقن دماء إخوانك بأى ثمن و بأى شكل و بأسرع وقت .. فالروس قد يضحوا بك في حال تأمين قواعدهم العسكرية بالأراضي السورية و عدم إستهدافها عسكرياً ..
وإيران تسعي من ورائك لنقل حربها الوهمية مع الأمريكان بعيداً عن حدودها المباشرة ..
و إلي الطامعين و الطامحين في قلب عروس الشام.. إتقوا الله في أنفسكم .. إتقوا الله في أهليكم .. إتقوا الله في سوريا ..
و إقبلوا كل حل و أى حل يحقن دماؤكم و يطفيء نيران الفتنة في سوريا ..
و نذكركم أيضاً بمذبحة حماة 82 والتي إستمرت 28 يوماً لم يحرك خلالها العالم ساكناً لوجود مصالح يخشون هلاكها مع الأسد الراحل ..
و نذكركم قبلها بأن الجولان محتل منذ ما يقرب من 45 عاماً و لم تسعي أميركا و غيرها لمدكم بحفنة بارود لتحريره ..
فهل سألتم لما يسعون لتسليحكم اليوم ؟
لن يمدونكم بالسلاح لتقتلوا بشار .. بل يمدونكم بالسلاح لتقتلوا سوريا .. و لتصبحوا زبانية سوريا الجُدد
لن ينفعكم جنبلاط فهو نافخ لكير الطائفية يبحث عن نجاح غاب عنه في لبنان و لا يعنيه إذا كان هذا النجاح يتشح بالسواد
و إلي الجميع نقول إتقوا الله في حرمات الله … فالفائز منكم لن يحصل سوى علي حفنة رماد كانت تسمي سوريا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق