عادةً لا ألتفت للخزعبلات الصحفية و الإعلامية التي تروج لأوهام لا توجد سوى في ذهن كاتبيها إلا أنني و أثناء تصفحي لأحد الموقع الأليكترونية لفت إنتباهي أحد عناوين المقالات ألا و هو - تقسيم مصر هو الحل – لشخص يدعي مدحت عويضة
فوجئت من خلاله بكاتب واهم يروج لفكرة خزعبلية عن ضرورة تقسيم مصر إلي و لايتين إحداهما إسلامية و الأخرى مدنية في ظل حكم كونفدرالي .. معتقداً أن هذا هو الحل الأمثل للنهوض بمصر و أهلها .. و لم يكن ما لفت نظرى غرابة الطرح فهو طرح قديم حديث يداعب العقول المريضة منذ زمن بعيد .. كما لم أجد غرابة في أن يكون طارح مثل هذا الفكر شخصية علمانية من الشخصيات المتاجرة بملف الأقباط و أحد نافخي كير الفتنة الطائفية في مصر من المقيمين بالخارج .. إلا أن الغريب أن تجد شخصاً يدعي العقل يجد أن التقسيم العنصرى لبلد أى بلد هو الحل الأمثل .. بل و لا يجد غضاضة في ترويج أكاذيب مضحكة مثل (الحل لهذه الأزمة تقسيم مصر لمقاطعتين واحدة إسلامية وأخري مدنية تحت نظام الحكم الفيدرالي كما هو معمول به في الولايات المتحدة وكندا وغيرهما من الدول) فلم ينم إلي علمي أنه يوجد بلد في العالم سوى الكيان الصهيوني المحتل يقسم أراضيه علي أساس عرقي أو فكرى أو أياً كان التصنيف العنصرى المطروح .. بل لم يستحي هذا العويضة من أن يؤكد علي أن (ذلك التقسيم سيكون دافعاً قوياً لقيام منافسة حامية بين حكومة المقاطعتين في التنمية والتطوير والتجميل وحل مشاكل الناس سيستفيد منها الوطن بكامله )؟؟
في البداية ظننت أن المقال هزلي إلا أنني في النهاية تأكدت أنه مسخرة كلامية
و لأمثال هذا العويضة من المنبطحين .. تقسيم مصر بعيد عن شواربك ..
فما لم ينجح فيه الغزاة منذ وحد الملك العظيم مينا قطرى مصر لن نساعد فيه نحن .. هل سمعت يوماً عن إنسان بقلب مشقوق نصفين ؟ قد تكون أنت سمعت طبقاً لما لمسناه من عقليتك الفذة بين سطور أوهامك .. و لكن العامة و الغوغاء من أمثالي لم يسمعوا عن ذلك قط ..
فمصر قلوبنا جميعاً و المساس بوحدتها إدارياً أو جغرافياً أو إجتماعياً سيكون بمثابة الموت .. و أعتقد أن المصريين الشرفاء مسلمين و مسيحين يفضلون الموت دفاعاً عن وحدة تراب هذا الوطن .. علي الموت كمداً و ندماً علي تفريطنا فيه كما تتوهم أنت و عنبر العقلاء الذى تنتمي إليه
و أعتقد أنك لو نشرت مقالك هذا في جريدتك المجهولة بكندا لُوجهت إليك تهمة العنصرية .
نهاية القول مصر قد تمرض و لكن لن تموت .. مصر يحرسها رب الكون برجال يستطيعون حفظها من كل سوء
.نصيحة أخيرة إتغطي كويس الجو برد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق