الجمعة، 17 فبراير 2012

كارتر أوباما .. وجهان لنهاية أمريكية وحيدة .. سلامة الياس


التاريخ نبوءة إجترارية مكررة .. خاصةً إذا أصر الإنسان علي الوقوع في نفس الخطايا التي إقترافها سابقيه .. حكمة إستراتيجية تجسد واقع الحالة الأمريكية و تكاد تكون مطابقة للأحداث التي مر بها حكم جيمي كارتر و نهايته المأساوية مع نهاية حقبة السبعينيات .. و تطابق هذه الأحداث بهذا الشكل العجيب يجعلنا نقول سيسقط حكم الريس أوباما حرب ..  فقد مرت أمريكا وقتها بأزمة إقتصادية طاحنة أجهدت الشعب الأمريكي بشكل غير مسبوق و هو ما يمر به الشعب الأمريكي الأن  ....  توازى معها أزمة سياسية خطيرة هددت بشكل واضح المصالح الأمريكية في الخليج عندما إستولي الإسلاميين المتشددين  علي الحكم في إيران و أطاحوا بالشاه الحليف الأشهر للأمريكان حينئذ .,, فضلاً عن ضغوط اللوبي الصهيوني الأمريكي علي إدارة كارتر وقتها لإتمام إتفاقية السلام مع مصر بأقل خسائر ممكنة و بما يضمن للكيان الصهيوني لملمة جراح الهزيمة و إعادة الأمان للصهاينة بأرض فلسطين بعدما شهدت أرض الميعاد المحتلة موجة هجرة جماعية لليهود خزياً و رعباً بعد هزيمة أكتوبر العظيمة ... و هاهما نفس طرفي المعادلة مصر و إيران يمثلان محور المشكلة الأمريكية الأن في المنطقة  ... و هما نفس الطرفان اللذان جعلا كارتر يرتمي بين أحضان أمراء الحرب من رجال الإستخبارات و مافيا السلاح الأمريكية  لإنقاذ إدارته من شر الهزيمة السياسية في إنتخابات الرئاسة ..  فعملت إدارة الإستخبارات الأمريكية علي إشاعة البغضاء بين مصر و الدول العربية لعزلها إقليمياً و بثت روح الفتنة بين نظام السادات و المعارضة بمختلف أطيافها للضغط علي السادات لإنهاء مفاوضات السلام بشروط مجحفة من جهة و من جهة أخرى إفزاع الدول العربية من الغول الإيراني لإبتزازها بترولياً لتغطية العجز النفطي المفترض في حالة شن حرب مباشرة أو غير مباشرة علي إيران و إنقاذ الإقتصاد بنفس المنطق القديم الذى أنقذ أمريكا في بداية الثمانينيات من الإفلاس ألا و هو إذكاء نيران الحرب بين دول الخليج كما فعلت فيما مضي من خلال حرب الخليج الأولي و إنتعاش تجارة السلاح علي المستوى العربي .و العالمي .. و ما إستتبعه من بدايات تقنين التدخل الأمريكي في العالم العربي من خلال ما يسمى بـ "مبدأ كارتر" ووضع حجر أساس تشكيل قوات التدخل السريع في المنطقة. .. و إعطاء هؤلاء الأمراء الضوء الأخضر و بصورة رسمية الحق في إتخاذ كل الوسائل الممكنة بما في ذلك استخدام القوة المسلحة .. و بالرغم من إستسلام كارتر وقتها لأمراء الحرب  و مافيا السلاح من الأمريكان و تنفيذه كل ما طُلب منه علي الأرض إلي أن مشكلة الرهائن الأمريكان في إيران و تلكوء رجال السي آى آيه في حلها أطاح بكارتر بهزيمة منكرة علي يد ريجان في الإنتخابات الرئاسية
و بالإشارة إلي هذه الأحداث و ربطها مع التصعيد المتتالي لأزمة الرهائن الأمريكان في مصر و إستسلام إدارة أوباما لرجال المخابرات الأمريكية و إطلاق يدهم في محيط الربيع العربي المشئوم نؤكد بداية سقوط مروع لإدارة الريس أوباما حرب في إنتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة
و سنقول سقط الريس أوباما حرب بالفعل عندما تبدء الإدارة الأمريكية شن حرب غير مباشرة علي إيران من خلال إغراء العراق الممزق أو أحد دول الجوار الجيوإسترتيجي بحرب غير محددة المعالم مع العدو التقليدى في مثل هذه الظروف مثلما حدث مع نهاية عام 1979 و قد يؤكد حدوث مثل هذه الحرب الإنسحاب العشوائي المتسارع للقوات الأمريكية من العراق و أفغانستان بحيث تكون قواتها خارج مرمي النيران الإيرانية التقليدية ..أو علي الأقل تصعيد نيران الحرب إعلامياً و نفساً في المنطقة لمزيد من صفقات السلاح مع أمراء و ملوك الخليج لردع العدوان المحتمل .. وهو إحتمال وارد خاصةً إذا تدخل حزب الله اللبناني في هذه الأزمة و قرر تخفيف الضغطة الدولية عن الدولة الأم من خلال إفتعال أزمة سياسية معسكرة يكون من شأنها تهديد أمن الكيان الصهيوني أو أمان الأجانب في لبنان أو خارجها … و هي سيناريوهات قيد الإعداد و التنفيذ .. وحدوث أياً منها  سيؤكد تخلي الإستخبارات الأمريكية  و مافيا السلاح العالمية عن الريس أوباما حرب و تقديمه قربان محبة للمتشدد القادم من الحزب الجمهورى ليتقلد تاج الأمبراطورية الصهيوأمريكية المحتلة ..  .. و لنبدء خطوة جديدة في مخطط إسرائيل الكبرى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...