مما لا شك فيه أن الإدارة الأمريكية أصبحت في موقف لا تُحسد عليه بعدما تطور الموقف الرسمي القانوني للحكومة المصرية منها إلي موقف شعبي متصاعد غير محمود العواقب و غير مأمون ردة أفعاله ..
و أعتقد أن الأزمة التي نحن بصددها الأن قد تجاوزت كافة الحدود الدبلوماسية و الرسمية و الإعلامية و أستقرت بين أصابع المواطن المصرى البسيط الذى لا يعنيه ضرورة وجود علاقات رسمية أو دبلوماسية أياً كانت نتائجها و مردودها ..
المواطن المصرى الذى لا تعنيه توازنات المواقف السياسية و بهرجة العالم السرى لها .. لا يعنيه شيء سوى الدفاع عن كرامة وطنه شعباً و جيشاً و التضحية بالغالي و النفيس بل و بحياته و حياة من يحب ..
فالشهادة في سبيل الله ثم الوطن أسمي ما يتمناه كل مصرى موجود علي أرض مصر الغالية بل و كل مصرى موجود علي وجه البسيطة ..
و لعل هذه المرحلة قد تجلت تفاصيلها من خلال ظهور الداعية الإسلامي محمد حسان أحد أكثر الدعاة الإسلاميين شعبيةً و حباً في قلوب المصريين و دعوته الجريئة بالإستغناء عن المعونة الأمريكية و مطالبته الشعب المصرى بالوقوف مع حكومته ضد الغطرسة و التهديدات الأمريكية عندما قال:إذا كانت أمريكا تحاول كسر مصر بـ 1,3 مليار دولار، فإننى أقسم لكم بأننى بهذه المبادرة -بفضل الله- أستطيع جمع هذا الملبغ فى يوم واحد، لأن مصر أرض العطاء، والجود، ولن يقبل مصرى واحد أن تذله أمريكا مهما كان المقابل "وحتى لو مات من الجوع".
بل و أتبعها كلمات بمثابة إعلان حرب شعبية علي كل ما هو أمريكي أو غربي تابع لها عندما أضاف قائلاً :أقول لأمريكا.. مصر قامة كبرى.. وستبقى قيمة إلى أبد الدهر.. ولن نركع أمام معونتكم التافهة.. ولن نُذل أمام بضع ملاليم.. وأقسم بالله أن الشعب المصرى سيجمع من خلال شبابه وعلمائه ورجال أعماله..حتى السيدات اللاتى يبعن "الجرجير والطماطم فى الشارع".. عشرات المليارات من الجنيهات لهذه المبادرة، حتى لا ينكسر المصريون أمام دولة عدوة مثل أمريكا.
و مما زاد من أهمية هذه الدعوة الصادقة هو التجاوب السريع و الحاشد من الجمهور المصرى و العربي الذى شاهد لقاء حسان و تفاعل معه معلنا حرب شعبية علي المعونة و أهلها الذين يحاولون إذلالنا
فقد تلقي البرنامج الذى إستمر حتي ساعات الصباح الأولي ألاف المكالمات لتأييد المبادرة، من رجال أعمال مصريين، غالبيتهم يعيشون خارج مصر، وعدد من القضاة والمستشارين، وائتلاف ضباط الشرطة ونقابة الفلاحين و عمال مصانع النسيج و الشيخ أحمد المحلاوى، خطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، معلنا أنه سيبدأ من اليوم جمع التبرعات رسميا تحت اسم "المعونة المصرية".
و أنهي حسان لقاؤه بكلمات لامست لباب القلوب و العقول عندما قال : مصر لن تسقط
و للريس أوباما حرب و عصابته نقول الموقف الرسيمي (مصر لن تركع ) الموقف الشعب (مصر لن تسقط) و مابين الأقواس طرفي معادلة خطيرة تقول : تعشقون الحياة و لا نهاب الموت .. كرامة جيش مصر من كرامة شعب مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق