من الواضح أن قيام النيابة العامة بتفتيش مقرات العديد من المنظمات و الجمعيات المستترة خلف لافتة الحريات في مصر
قد أصاب الأمريكان و أتباعهم بالذعر خوفاً من ان تسفر هذه التفتيشات عن هتك أسرار
مفعلي مخططات بث الفوضي في مصر و إرتباطها بالتحركات المريبة للسفيرة الأمريكية في مصر
و أكبر دليل علي ذلك إسراع الكيان الأمريكي بإرسال ليون بانيتا وزير دفاعها الي مصر لنقل قلق الإدارة الأمريكية
إلي رجال المجلس العسكرى بصفته الحاكم الفعلي للبلاد الأن
بل و إلحاح بانيتا علي ضرورة أن تكون القنوات الدبلوماسية بين البلدين هي أداة الإتصال الفعالة في مثل هذه الأمور
و حرص وزير الدفاع الأمريكي علي التأكيد علي أن قلق الإدارة الأمريكية ينصب جدياً حول المنظمات الأمريكية
التي تعمل في مصر بموجب تراخيص قانونيه حصلت عليها منذ ما يقرب من 6 سنوات
و أن ما تناقالته وكالات الأنباء علي لسان وزيرة الخارجية الأمريكية تم تحريفه علي الشكل الذى ظهر كتدخل في الشأن المصرى
و أن هذه المنظمات تدعمها الحكومة الأمريكية بشكل رسمي و معلن كما هي الحال في بلدان في أنحاء مختلفة من العالم
و أن الحكومة الأمريكية تضمن للنظام المصرى أن تعمل هذه المنظمات بشكل معلن و شفاف في مجال عملها المخصص فقط و لم ولن تسعي للتدخل في الشأن المصرى
أما بالنسبة للموءسسات و الجمعيات الغير مرخصة وتتلقي دعماً من جهات غير معروفة فقد أكد بانيتا أن الحكومة المصرية هي صاحبة القرار الوحيد في شأنها
وجدد بانيتا "تأكيد أهمية العلاقة المصرية - الامريكية في مجال الأمن"، بحسب المتحدث الذي لفت الى أن وزير الدفاع "شدد بوضوح على أن الولايات المتحدة لا تزال على التزامها في سبيل شراكتها الاستراتيجية، وهي مستعدة للتعاون مع مصر
تأكيداً علي ألا تكون مثل هذه الأحداث الصغيرة زلزالاً يهز علاقات البلدين
و أعتقد أن هذا اللقاء له دلالات خاصة جداً فإرسال وزير الدفاع الأمريكي في موضوع يخص المجتمع المدني
يعني فشل الدبلوماسية الأمريكية في التواصل مع الحاكم الفعلي لمصر
خاصةً بعدما رفضت الحكومة المصرية أى عرض للتحاور مع سيدات الخارجية الأمريكية سواء بيلارى كلينتون أو وصيفتها آن باترسون بعدما لمست منهن موقفاً مشبوهاً و معيباً في حق الدولة المصرية
كما يعني أن الرسالة الحادة التي وجهها النظام من خلال عمليات التفتيش و المصادرة و رفض تصريحات هيلارى
قد أصابت الجميع بالفزع من تدهور العلاقات بين البلدين
و بداية لحرب دبلوماسية محرجة للإدارة الأمريكية بزعامة الريس أوباما حرب
سيستغلها منافسيهم في إنتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة
كما يعني أن حمل وزير الدفاع الأمريكي لهذه الضمانات و التأكيدات هي مغازلة سياسية صريحة من الإدارة الأمريكية للمجلس العسكرى و محاولة لكسب ودهم في هذه المرحلة بالذات
كما يعني أن الإدارة الأمريكية لا يهمها سوى المؤسسات التي تمولها بشكل رسمي من أموال الشعب الأمريكي
لأنها ستحاسب عن الأموال التي أهدرت بسبب طيش مسئولي هذه المؤسسات و إصرارهم علي دس أنوفهم فيما لا طائل من ورائه وما قد يترتب عليه من توتر علاقات مع دولة صديقة بوزن وحجم مصر
أما المؤسسات و الجمعيات التي تمول من خلال مؤسسات غير حكومية تعلمها أيضاً الإدارة الأمريكية فلا تعنيها في شيء
وستتركها عربون محبة وكبش فداء للعلاقات المصرية الأمريكية خلال الفترة القادمة
فقد أكدت مصادر مسئولة أن بانيتا قدم إحصائيات رسمية أمريكية بعدد الجمعيات و المؤسسات التي لا تتبع الحكومة الأمريكية و تتلقي تمويلاً من جهات غير رسمية في أوروبا و أمريكا
و أعتقد بأن الرسالة وصلت للأمريكان حرفأً حرفاً
فهل وصلت الرسالة إلي سماسرة الأوطان
أعتقد ذلك.
.