الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

مناحة البرلمان .. سلامة الياس

ما أن ظهرت النتائج الأولية للجولة الأولي من الإنتخابات البرلمانية
حتي سارعت بعض النخب إلي إقامة سرادق العزاء لمستقبل مصر المظلم
في ظل سيطرة التيار الإسلامي علي غالبية مقاعد البرلمان المزعوم فيما يشبه المناحة الجماعية
و أشبعونا نحيباً و نواحاً علي مصيرنا المُبهم إذا ما تمكن هذا التيار من صولجان السلطة و السلطان
في محاولة ساذجة منهم لإيهامنا بأن البرلمان القادم و القادم بالتحديد سيحكم مصر
متناسيين أن هذا البرلمان إذا كُتب له البقاء ستكون مهمته الأساسية
إقرار الدستور المصرى الجديد
فضلاً عن ضرورة تواجده كمؤسسة تشريعية تُشرف علي تسليم السلطة للرئيس القادم
ثم يتم حل هذا البرلمان المؤقت و الدعوة لإنتخاب برلمان حقيقي تحت عباءة الدستور الجديد
متناسيين أيضاً أن نظام الحكم القائم يجعل و سيظل سلطة تشكيل الحكومة في يد رئيس الجمهورية دون غيره
مما يعني ببساطة أنه أياً كانت الأغلبية المسيطرة علي هذا البرلمان أو غيره
فلن يسمح لها بتشكيل الحكومة
و أعتقد أن هذه المناحة الغرض الأساسي منها إستخدام الفزاعة القديمة التي كان يستخدمها رجال النظام القديم
للإستئثار بمغانم الحكم عن غيرهم
أملاً من النخبة في إبتزاز مشاعر العامة لجني أصواتهم في المراحل القادمة من العملية الأنتخابية
و كذلك محاولة رخيصة للإبتزاز العسكر و الحصول علي كراسي مجانية تحت قبة البرلمان
و علي الجانب الأخر إستثمر بعض فقهاء التيار الاسلامي هذه الأكاذيب
كدلالة علي قوته المؤثرة و إستحقاقه لتشكيل الحكومة بعدما يسيطر علي البرلمان و قبته
ملمحاً الي جاهزيته للدخول في صدام حتمي مع من يحول بينه و بين ذلك
شاحناً وجدان مريديه بأحلام الخلافة و تخليص البلاد من مظاهر التبعية الفاجرة
لعل هذا الشحن يكون سلاحه الأوحد لحصد مغانم المراحل الأنتخابية القادمة
و تناسي الجميع أن أنظمة الحكم العتيدة لا يعنيها من يحكم وما توجهه ما دام لن يخرج عن الإطار المجهز له مسبقاً
و هاهي تركيا العلمانية و حزبها الإسلامي الحاكم خير دليل
فكفاكم تلاعباً بمشاعرنا .. يرحمكم الله
فالبرلمان في مصر سيقنن و يشرع .. و لن يحكم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقرأ

الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس

اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات   فدعهم للرحمن الرحيم                                                                            ...