أحمد الله عز وجل على نعم كثيرة.. منها أننى لا أكترث بأى هجوم، بينما أتوقف طويلاً أمام النقد الموضوعى.. ومنها أيضاً أننى لا أخشى سوى خالقى، فلا يملك مخلوق أن يلحق بى سوى ما كتبه الله علىَّ.. من يخاف الناس لا يدرك أن دعوة واحدة تقيه شر الدنيا إلا المكتوب «اللهم إنى فى حماك».. ومن النعم العظيمة كذلك أننى - مثلكم جميعاً - ولدت من رحم مصرية بلون الأرض.. وتعلمت أن أعتز بمصريتى إلى درجة التعامل مع الآخر باعتبار «بلدى قوة عظمى».. وهو كذلك فى الحضارة والفكر والإبداع.. وليس معنى أن عدة عقود متردية مرت علينا أن ننظر للغرب بدونية وانهزام.. التاريخ يكتب نصف قرن فى ثلاثة أسطر.. ومصر ستنهض، لأن أحداً منا لن يتركها مهما واجهتنا الأزمات والمشاكل! لا يفهم الكاتب الأمريكى «روبرت سبرنجبورج»، ولا مراسل «الإندبندنت» البريطانية فى القاهرة «اليستر بيتشى» هذه الثقافة، ولا تلك العقيدة، ولا هذا النوع من الانتماء لوطن يُرضع أبناءه قيمة «الموت الاختيارى» دفاعاً عن الأرض والعرض.. لا يدرك الاثنان، وآخرون يعيشون بيننا وأعمتهم أضواء الغرب عن رؤية صفحة النيل الصافية، أن المواطن المصرى الحقيقى يصعب ابتزازه أو الضغط عليه أو «تهديده».. لذا كان طبيعياً أن يمارسا ضغوطاً على «المصرى اليوم» لنشر مقال لـ«سبرنجبورج» فى الملحق الإنجليزى التجريبى، يدعو فيه ضباط الجيش المصرى والفريق سامى عنان، رئيس الأركان، للانقلاب العسكرى والاستيلاء على السلطة، ولاسيما بعد النتائج التى أفرزتها المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، بدعوى أن المشير طنطاوى متحالف مع التيار الإسلامى فى مصر..! ولأننى أفترض حسن النوايا دائماً.. افترضت فى العاملين بالملحق الإنجليزى قلة الخبرة أو عدم المعرفة الجيدة بالكاتب الأمريكى.. ولأننى أعرفه جيداً، توقفت أمام المقال قبل النشر.. قرأته مرة واثنتين وعشراً، ثم قررت بوضوح عدم نشره.. لم أعمل حساباً للكاتب، ولا لدولته العظمى ولا لممارساتها الوحشية والدموية فى العالم كله.. لم أخف من «صراخه» فى «الإندبندنت» البريطانية و«فورين بوليسى» الأمريكية، ولا من «أسطوانة حرية الرأى المشروخة»، التى يستخدمها الغرب لتحقيق أهدافه الخبيثة ضدنا، ويستخدمها عكسياً لحماية مصالحه وأمنه القومى.. فمشكلة الرجل ومَنْ وراءه أنهم «وقعوا» فى مواجهة مع شخص لا يمكن ابتزازه، ولا يؤمن بوهم «الغرب»، ولا يحمل انبهاراً بصحافته، وإنما يتعامل معهم بندية أحياناً، وفوقية غالباً..! ولمن لا يعرف «روبرت سبرنجبورج»، كاتب المقال.. هو رئيس قسم شؤون الشرق الأوسط فى مركز «العلاقات المدنية العسكرية ccmr الأمريكى»، وهو مركز حكومى تابع لقوات البحرية الأمريكية، وهو أحد فروع وزارة البنتاجون «وزارة الدفاع الأمريكية».. هل عرفتم من كتب المقال.. ومن يحرّض ضباط الجيش المصرى ورئيس الأركان على الانقلاب العسكرى..؟! هو يرى أن هجومه مع بعض الأشخاص فى مصر ضدى سوف يثنينى عن اختيارى الوطنى.. وأنا أؤمن بأن خصلة شعر سوداء لطفل مصرى فى أعماق ونجوع الصعيد أغلى وأشرف منه ومن بلده ومن الغرب كله.. هو يعمل فى وزارة الدفاع الأمريكية.. وأنا أعمل عند المواطن المصرى البسيط.. هو مغرور بقوة السلاح الأمريكى.. وأنا ألتحف وأحتمى برضا رجل غلبان فى «إسطبل عنتر أو إمبابة».. هو ومن معه يحرضون ضدى فى «الإنترنت»، وأنا أحتمى بتراب بلدى الذى يريدون احتلاله على جناح «الفوضى والانقلابات العسكرية»، وعودة مصر إلى نقطة «الصفر».. هو توهّم أن اختلافنا أحياناً فى الرأى مع المجلس العسكرى والتيار الإسلامى، سوف يمنحه هو ومن وراءه مساحة لتنفيذ المخططات الدنيئة.. وأنا أقول له: «إن عقيدتنا وحضارتنا تعلمنا أن الاختلاف رحمة، وأن الجيش والإسلاميين والليبراليين والـ87 مليون مصرى مواطنون، ترضعهم أمهاتهم فى المهد عشقاً لوطن يريد الغرب اختطافه»! يا أيها الـ«روبرت سبرنجبورج».. ويا أيها الذين وراءه.. ويا أيها الذين معه.. لقد ذهبتم إلى العنوان الخطأ.. نعم لم ولن أنشر المقال.. فكتاب الرأى فى «المصرى اليوم»، وأنا منهم، يقولون فى المجلس العسكرى ما قاله مالك فى الخمر، لكنهم مواطنون مصريون أحرار لا يعملون فى وزارة الدفاع الأمريكية.. ومن لا يعجبه فى أمريكا وخادمتها بريطانيا عليه أن يشرب من البحر.. أى بحر ماؤه عكر، لا تحده شمالاً أو جنوباً أو شرقاً أو غرباً أرض مصر الغالية! جريدة المصرى اليوم |
الاثنين، 12 ديسمبر 2011
إشربوا من البحر(رسالة الي مزامير الأمريكان) .. بقلم الكاتب مجدى الجلاد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
أقرأ
الفاجر و العاجز بقلم سلامه الياس
اذا منعتك قسوه قلبك عن طلب الرحمه للاموات فدعهم للرحمن الرحيم ...
-
لي أخٌ مجند .. أسمه محمد قام في الصباح .. يحمل السلاح قال أني ذاهب .. يا أخي أحارب أٌمُنا تنادى .. مصرنا تنادى أعبروا السدود.. حطموا ...
-
يظل خيال المأتة شاهداً وسط الحقول تحركه الرياح والأهواء .. و يهابه ضعاف العقول و الهائمين ..أما العقلاء و النابغة فيعلمون أنه مجرد دُمي...
-
صدقني ليست دعوة للتسامح الديني المزركشة بقوالب الود المعتادة .. بل دعوة للعقلانية و منطقة الامور .. القدس هذه الارض الطاهرة التي جعلها ا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق